من يسمع هذا اللحن الحزين والكل ثمل بكأس حواء يتغنون بوحي الدموع والنهود والقبل؟
وقد جن الناس بالثمر المجنون. فهم بين لاه بالثمر وعابث بالعفاف. ليس هناك من يسمع، أو يصغي لحديث فلان، وأنشودة فلان وفيه صرامة الحق ومرارة الصراحة
من يسمع كلمة الحق وصرامة القول فيها. ومن يستسيغ مشرب كأس ملؤها صاب وعلقم. وأي مسمع لا ينبو النغم الشاكي الحزين؟
من يسمع كلمة المصلح وهو يدعو إلى بيع موت عاجل بحياة آجلة؟ من يصغي لحديث المرشد وهو يدعو إلى قتل اللذة المرذولة وموت العاطفة وكبح الشهوات. والانضمام تحت راية نفسه؟
ومن يسمع غرزة مبضع الجراح وهي تستأصل شأفة الداء. ولا تتقزز نفسه؟
من يسمع نداء الضمير وهو يصرخ من الأعماق بمواساة الضعيف وصلة الرحم ونصفه المظلوم. ونبذ العداوة والبغضاء ونزع ما في الصدور من غل؟
من يسمع كتاب الله وهو يدعو إلى ما فيه الخير والصلاح والنفع العميم للبشر؟
من يسمع دعوة الرسل والمبشرين لطريق الهدى والصلاح. ومن يسمع دعوة الأديب وهو يدعو إلى ارتقاء المثل العليا، والمثل العليا صعبة المرتقى؟
من يسمع دعاة العقل والفضيلة وفيها ما فيها من جهد وكفاح؟
نعم أيها الأستاذ؟
لن تجد من يسمع لضياع الموازين وفقدان المقاييس. وضيعة الأخلاق. .
لن تجد من يسمع. وليس هناك من يسمع ولن يسمع فلان. وليس هناك من يسمع فلان. . ما دام فلان. . لا يريد أن يسمع قول الحق. وكلمة الصراحة وكل الناس على شاكلة فلان حتى أنا وأنت:
وإن أبيت إلا أن تسمع هؤلاء الصم شكاتك. فاصرخ ملء فمك حتى تتمزق رئتاك وحنجرتك وردد
[من يسمع؟]
فلن تجد من يرد عليك غير صدى بعيد من أغوار الماضي وأعماق التاريخ
لقد أسمعت إذ ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي