للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستظلون بفيئه فشدخ رأس خلاد بن سويد فأمر النبي بقتلها وقتل كل من أنبت من ذكور اليهود، هذه المرأة كان عملها هذا من جملة ما أقلق بال النبي وأدى إعلانه الحرب على اليهود الذين نقضوا العهود فاستحقوا غضب الله ورسوله.

ومنهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أسلمت بمكة وهي شابة لم تتزوج بعد، وكانت تخرج ببادية لها بها أهل ثم تعود لبيت أبيها، فلما اشتاقت إلى اللحاق بالمهاجرين في المدينة خرجت على عادتها كأنها تريد أهلها بالبادية فرأت راكبا حكت له أمرها وشوقها إلى معقل المسلمين فأركبها بعيره وسار بها حتى أوصلها المدينة فدخلت على أم سلمة زوج النبي (ص) فأخبرتها بما جرى لها خائفة من أن يردها النبي لقومها حسب شروطه وعهوده مع أهل مكة قبل الفتح وكانت قريش قد نقضتا مرارا فلما رآها النبي رحب فيها ثم نزل بها من القرآن آية الممتحنة (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار) ولما جاءها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة لم يعطها النبي إياهما مستندا على نقض قريش العهود فبقيت أم كلثوم في مكة حتى تزوجها فيما بعد زيد بن حارثة.

ومنهن أميمة بنت بشر الأنصاري زوجة حسان بن الدحداح القرشي المشرك المعادي لرسول الله (ص) لما رأت أن عز الإسلام ارتفع وأن أهلها أسلموا بالمدينة وهي في مكة مع زوجها فرت منه وأتت المدينة مشتاقة إلى الإسلام فلما وصلت هم النبي بأن يردها إلى زوجها لولا نزول آية الممتحنة تلك التي نزلت بحق أم كلثوم بنت عقبة التي مر ذكرها فزوجها الرسول ابن حنيف فولدت له عبد الله بن سهل.

وهذه زينب ابنة الحارث أخت مرحب الفتاة اليهودية التي حفزها البغض والحقد والطلب بالثأر فعملت شاة وسمتها وأتت رحل النبي عندما كان بخيبر فلما جاء النبي رحله قدمت الشاة له وهو لا يعرفها فجلس هو وأصحابه ليأكلوا فمد يده الشريفة إلى ذراع الشاة فأخذها شيئا منه فلما مضغه وابتلعه وعرف ما به أمر من كانوا معه بالكف عن الأكل وقال: - (كفوا أيديكم فإن هذه ذراع تخبرني أنها مسمومة) ولما مات بشر بن البراء من السم أمر النبي بإحضار زينب وقال لها: - (سممت الشاة؟) قالت: - (من أخبرك؟) قال: - (الذراع) قالت: - (نعم) قال: - (فما حملك على ذلك؟) قالت: - (قتلت أبي وعمي وزوجتي ونلت

<<  <  ج:
ص:  >  >>