جاء في فصل (فوائد الاعتدال وأضرار الشراهة) ما يلي:
من القواعد الصحية السديدة التي وضعها الإسلام قاعدة الاعتدال وعدم الإسراف، ففيما يتعلق بتناول الطعام مثلا نقرأ في القرآن الكريم:(كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، ونجد في الحديث النبوي:(إن المؤمن يأكل في معي واحدة وإن الكافر ليأكل في سبعة أمعاء) فالاعتدال في الطعام والشراب طريق من الطرق الموصلة إلى سلامة الإنسان من الأسقام، وقد كان هذا الموضوع من الموضوعات التي تردد عليها الكلام في الآيات الكريمة والحديث النبوي الشريف، لأن الاعتدال أصل مهم في الصحة، وقد استشهد المؤلف بعدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تثبت ما ادعاه. فمن الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد فثلث للأكل وثلث للشرب وثلث للنفس). وقد وصف الله ذوي الشراهة في إلتهام الأطعمة بأنهم يأكلون كما تأكل الأنعام، وهذا وصف أراد الله تعالى به أن يذكر الناس بمصير من يأكل كما تأكل الأنعام وهو الغباء والغفلة والحرمان من فهم حقيقة الحياة
وجاء في فصل (الحجر الصحي) والإسلام أول دين سماوي وضع نظام الحجر الصحي عند حدوث أوبئة عامة، فقد جاء في الحديث النبوي النهي عن الدخول في أرض أصابها الطاعون، وكذلك النهي عن الخروج منها، وقد كان لهذا الابتكار الصحي العظيم أثر ملحوظ في حماية البشرية من الموت بالجملة، أما ما كان يحدث في بعض فترات التاريخ من الأوبئة الماحقة التي كانت تفتك بالناس في عواصم الإسلام خلال العهود الأخيرة فما كان ذلك إلا من جراء الغفلة عن الأخذ بهذا النظام الصحي الدقيق
وقد حث النبي أيضاً على اجتناب الموبوئين بالأمراض المعدية فقال:(فر من المجذوم فرارك من الأسد) والغرض من ذلك حماية الصحة أولا ولفت أنظار الهيئة الاجتماعية إلى عدم الاستهانة بالأمراض المعدية ووجوب معالجة المصابين بها
وقد أمر النبي بغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب لما ينقله لعاب الكلب من الأمراض
ومما يؤخذ على الشيخ الحنفي الاستشهاد ببعض الحكم الدينية القديمة بينما الكتاب يبحث