وليس في ذلك غرابة، فالأستاذ سعد رمضان من حواري الإمام الشهيد، ومن الشباب الذي نبغ في الخطابة منذ سن باكر حتى كان صورة قريبة في خطابته من عميد الإخوان ورائدهم الأول، وقد كان سكرتيراً لتحرير الشهاب إبان صدوره، وجاب بلاد الشرق العربي وأقام فترة من الوقت في الباكستان، وله أصدقاء وقراء في إندونيسيا والعراق وسوريا. . وهو يعرف جميع زعماء العالم الإسلامي.
وتمتاز (المسلمون) بروح التناسق والوحدة بين موضوعاتها ودراساتها فهي مجلة توجيهية خالصة، تعرض الإسلام على أنه نظام صالح للتطبيق، وتواجه المشكلات الاجتماعية في الشرق مواجهة البحث والدراسة والعلاج.
وإنا لننتهز هذه الفرصة فنهنئ صاحبها على مجهوده البار الواضح في باب (أفق العالم الإسلامي) ونرجو ألا يصر على أن تظل قاصرة على المشتركين وحدهم، وأم يعرضها على القراء عامة فهو حتما سيجد بينهم من يرحب بها ويقرأها بشغف.
. . . والفن
وكان للفن حظ في النهضة الجديدة التي بدأت في ٢٤ يوليه ١٩٥٢. . . هذا التاريخ الذي يؤرخ به عهد جديد لمصر. . . فقد قرأنا في بعض الصحف أن النية متجهة إلى أن ينصب على قاعدة التمثال المقامة في ميدان الإسماعيلية تمثال للبطل أحمد عرابي أول جندي رفع رأسه في وجهة الغاضب، وجهر بكلمة الحق في وجه المستبد،. . . وقد ظل اسم عرابي منكورا، لا يجوز الكتابة عنه، ولا تمجيده، ولا الاحتفال به. . .، حتى جاء اليوم الذي يرد فيه عرابي مكانه كبطل للتحرير قال للحاكم الظالم (لن نستعبد بعد اليوم).
وأوقد الشعلة الأولى التي رفعها الجيش سنة ١٨٨١ في سبيل تحرير مصر؛ حتى جاء (محمد نجيب) بعد سبعين عاما فأتم الرسالة.
ولا شك أن المثالين سيتبارون في سبيل صناعة تمثال غاية في الروعة لبطل الجيش الأول. . .، ولابد أن هذه النهضة في الفن ستتصل برجال طالما غمط حقهم وكانوا يقفون دائما في وجه الظالم أمثال عمر مكرم ومحمد كريم وغيرهم.