كنت بالأمس أريد التحدث عن الحرية المسلوبة. والحق الضائع. والظلم القائم. واليوم وقد ردت الحرية. وجاء الحق. وذهب الظلم. لا أجد ما يدعوني إلى الكلام.
إن العبرة تذهل من يفكر تفكيراً عميقاً في هذا الحلم الذي حققه بمشيئة الله وقدرته - جيشنا الأمين. وقائده النجيب. وإن نشوة الانتصار تغمر قلب كل مصري، يفيض من الحمد والشكران.
لا أريد اليوم أن أقول شيئاً. فإن الرضا بالحاضر أسكتني. والثقة بأن الزمام في أيدي الأمناء المخلصين الذين خرجوا بنا من الهوة. إنما هي ثقة من يتطلع إلى القمة، فلا شك في أن الخروج من الهوة صعود. والوصول إلى القمة منتظر (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم).
إن كل دقيقة ينفقها الرجل في كلام ضائع. وهو قادر على إنفاقها في عمل نافع. لهي فرصة ضائعة. وإضاعة الفرص المتاحة خيانة وسرقة ومماطلة في حقوق البلاد.
وإنه ليغمرني شعور بالرضا. وراحة الضمير. والشكر لله سبحانه. عندما ينهض الرئيس علي ماهر ليتكلم فيقول: عملنا وفعلنا وقررنا. . وكان غيره يقول: سنعمل وسنفعل. . والفرق كبير جدا بين الوقت الذي أنفقه الرئيس علي ماهر في العمل. والوقت الذي أضاعه غيره في إنشاء الخطب وإذاعتها ونشرها. هذا وقت قليل جدا في حساب الساعات والدقائق. لكنه كثير مبارك. في نتائجه السريعة الناجحة. وذاك وقت كبير جدا في حساب الأيام والسنين. لكنه صغير وتافه. في نتائجه البطيئة الفاشلة.
لو قيل لي: ماذا تتمنى؟ لتمنيت للبلاد رئيسا حكيما مخلصا. وجيشا قويا أمينا يقوده قوي أمين
لو قيل لي: ماذا تتمنى؟ لتمنيت ما كان. فحمداً لله على أن حقق ما تمنيت. فأعطى البلاد خيرا كثيرا يعقد الألسن من العجز عن تصوير معاني الرضا والشكران.
وهب الله البرد الرئيس والقائد اللذين أعدهم لحماية المظلومين من الظالمين. وإقامة الحكم الصحيح المنقذ للبلاد.
فاليوم لا كلام إن لم يكن مسبوقا بالعمل أو مقرونا به. لا كلام إن لم يكن توجيها صالحا أو تشريعا طيبا نافذا.