لم أنل غير عنائي وشقائي وعذابي
واجتراري الليل يمضي بين سهد وانتخاب
ها هي الآلام تدعوني فعذار يا رفاقي
هل رأيتم كيف يسقيني من الآلام ساق؟
هل رأيتم كشرابي؟ أنه مر المذاق
من مزيج اليأس والحرمان والدمع المراق
وسعار اللهفة الظمأى ونيران المآقي
أيها الآلام كفي بلغت روحي التراقي
من أنا في هذه الدنيا؟ أنا العاني الشريد
أنا من قد مل العيش في هذا الوجود
أنا من قد عاش في الأسر وفي ظل القيود
أنا من قد عاف طعم الذل في أرض العبيد
ثائر النفس على كل قديم وجديد
إنني أجهل نفسي. لست أدري ما أريد؟!
فاضت الكأس فخلوني أبث الطرس وجدي
لم يعد ينفع صبري. ولا يغني التحدي
قد قطعت العمر والأيام في أخذ ورد
وطموح في الأماني لانهيار وترد
وشكاة من حياتي وزماني المستبد
مل من شجوى صحابي وحملت الهم وحدي
يا ربيع العمر ماذا فيك من روح الربيع
هذه شمس حياتي قد حبت قبل الطلوع
يحجب الأنوار عن عيني سحاب من دموعي
ودخان من قنوط ثائر بين ضلوعي
كلما أوقدت شمعي أطفأ الدهر شموعي