فاختار لمشيخة الأزهر المصلح الثالث الإمام عبد المجيد سليم.
والإمام عبد المجيد يختلف عن الإمامين السابقين بأنه يؤمن بالأزهر وإيمانه بالله، ويعتقد اعتقاد المؤمن بأن العمل لإصلاحه عبادة، وأن الأذى في سبيله تمحيص. فهو يتولى مشيخته على أنها جهاد وبذلك، لا على أنها منصب ومال. يتولاها بتقوى المتحنث، وزهد المتوصف، وصبر المجاهد، وفقه المجتهد. لا يراقب إلا الله، ولا يؤثر إلا الحق، ولا يتوخى إلا الصواب، ولا بغى إلا الخير. وتلك هي الصفات التي انفرد بها هذا الإمام من بين جيله.
فإذا أراد الله له أن ينجح - وفي نجاحه نجاح الأزهر - صد الرياح الهوج عن مصباحه، ودك العقبات الكؤد من طريق إصلاحه، وإلا كان الشيخ الأكبر وا أسفاه آخر شيخ يجمع الناس على فضله، ويرجون على يديه الخير للأزهر وأهله!