للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

منبرا حر لآراء الشباب وأفكارهم

وكان بودي أن أذكر تأريخ الحركة الصحفية في العراق اعتباراً من عهد الاحتلال البريطاني حتى اليوم، لولا أن ذلك يحتاج إلى شرح مسهب ووقت ليس قصيرا مما قد أفرد له مقالا خاصا في وقت آخر. غير أن من الضروري أن أبين العوامل التي يمكن أن تقوم عليها صحافة ونهضة أدبية مباركة:

(١) أرى أن العامل الأول هو توفير مطابع راقية تقوم بطبع الصحف الأدبية بأجور بخسة، على أن تقوم بهذه المهمة دور للنشر والطباعة يعتمد عليها. وهذا عامل له أهمية في صحافتنا الأدبية التي تعاني غلاء الورق وأجور الطباعة الباهظة.

(٢) رأس مال ضخم أو مناسب لإصدار صحيفة راقية يمكن أن تصمد طويلا أمام العقبات، مع مساعدة (جمعية الصحفيين) لها في حالة (الركود!) إذ الصحف الأدبية عندنا ليست كالسياسية اليومية التي تعتمد أكثرها على مساعدات و (مخصصات سرية) تعينها على (البقاء)!

(٣) تأليف الجمعيات للأدباء والشعراء وإنشاء النوادي لهم وجمع التبرعات والقيام بإصدار مجلة خاصة لهم.

(٤) إفساح المجال لأقلام الأدباء والشعراء وإنتاجهم وإعطاؤهم الحرية الكاملة للتعبير عن أفكارهم، وتشجيع الأكفاء منهم باستمرار، ومساعدتهم بشتى الوسائل

(٥) نتاج متين قوي؛ وأحسب أن هذا موجود في العراق في أي وقت. . فهناك مواهب وقابليات كامنة، لا تزال (بالقوة) ولم تخرج إلى الفعل بعد! مع أهمية انصراف الأدباء والشعراء لأدبهم وفنهم، والخروج من وظائفهم الحكومية التي تحد من نشاطهم وحريتهم.

إن هذا لا يمنعنا من القول أن قيام نهضة أدبية ناجحة في العراق ليس أمر بعيدا، بل على النقيض نجد الجهود اليوم تتضافر للعمل لخلق تلك النهضة. وفي رأيي أننا يجب أن نتفاءل فأمامنا طريق يجب أن نعبده بأيدينا وجهودنا.

بغداد

فؤاد البعلي

<<  <  ج:
ص:  >  >>