القصبة. فسار إلى قزوين ودخلها، وبنى جامعها، وكتب اسمه على بابه في لوح حجر. وابتاع حوانيت ومستغلات، ووقفها على مصالح المدينة، وعمارة قبتها وسورها). وقد ذكرها بديع الزمان باسم الثغر، في المقامة القزوينية التي أولها، غزوت الثغر بقزوين، سنة خمس وسبعين. وروى بعض المحدثين أخبارا في فضائل قزوين، والحث على الاقامة بها لكونها من الثغور. وقد ذكرت في الشعر العربي. ومن ذلك قول الطرماح ابن حكيم
خليلي مدّ طرفك هل تراني ... ظعائن باللوى من عوكلان
ألم تر أن عرفان الثريا ... يهيج لي بقزوين احتزاني
وقد نشأت قزوين جماعة من العلماء والأدباء منهم زكريا ابن محمد صاحب عجائب المخلوقات المتوفى سنة ٦٨٢، وحمد الله المستوفى المؤرخ صاحب تاريخ كزيدة، ونزهة القلوب في الجغرافيا، المتوفى سنة ٧٥٠، وأبو حاتم محمود بن الحسن الفقيه الشافعي اخذ عن الاسفرائيني والباقلاني، وأخذ عنه الشيرازي وله كتب كثيرة، منها كتاب الحيل في الفقه وتوفى سنة ٤٤٠، ومنهم الحكيم شاه محمد، الذي اخذ عن جلال الدين الدواني، وذهب الى مكة للمجاورة فدعاه السلطان بايزيد الثاني إلى استانبول فعاش في رعايته ورعاية سليم وسليمان من بعده، وكتب التفسير والعقائد والفلسفة، وترجم حياة الحيوان للدميري إلى الفارسية.
وتركنا قزوين والساعة تسع ونصف من صباح الأربعاء ٢٤ جمادى الثانية سنة ١٣٥٣ (١٣ أكتوبر سنة ١٩٣٤)، فبلغنا طهران بعد الظهر، ونزل جماعة منا في الفندق الكبير (جراند اوتيل) وآخرون في الفندق النادري.