عليها، والفرصة سانحة لأن يكفر شبابنا - ولا سيما طلبة الجامعات والمعاهد العلمية - بالحزبية البغيضة، ويودعها بألذع ما تستحقه من اللعنات، ويقبل من الآن على الأدب، وينضر إلى شيعته، فما عاشت دولة بغير أدب، وما وصلت دولة إلى نهاية المجد إلا بالأدب!
وها نحن أولاء في الانتظار. .
نفيسة الشيخ
لقد دالت دواتهم
لو حاول الإنسان أن يحصي الأمثلة على جحود الإقطاعيين واستهتارهم لأعجزه الحصر. . وحسبنا أن نسوق اليوم قصة إقطاعي بلغ الاستهتار حد الكفر - والعياذ بالله - وتلك نقمة الغنى يدفع يصاحبها أحيانا إلى حد الجنون، أو الكفر. . وكلاهما لا يرضاه إنسان لنفسه!
فقد سمعت أنإقطاعيا كان تدعو إليه فلاحا من فلاحيه ويأمره أن يدعو الله أن يهبه بقرة. . ثم يسأله الإقطاعي الأحمق في تهكم:
هل وهبك الله بقرة!؟ إذن أنا أهبك البقرة. . فيدعو الفلاح فيأمر له بالبقرة!
هذا منتهى الإجرام في حق الخالق العظيم، الذي بسط له في الرزق، إلى حد أنساه النعمة، يذكرنا بما قاله (موسى عليه السلام) عن فرعون وقومه:
(ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم، واشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم).
ويذكرنا يوسف القرآن الكريم:
(ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم، كذلك نجزي الظالمين).
وبعد. . لقد دالت دولة الإقطاع، كما دالت من قبلها دول أقامت عروشها على الظلم والطغيان، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم. . . وتلك قصورهم خاوية على عروشها. . ينعق على أطلالها اليوم. . . فاعتبروا يا أولي الأبصار.