ماترنيخ، ويحاول بذلك لأن يزج بالإمبراطورة في غمار السياسة، ولكن إمبراطور النمسا حماه وأبا زوجه ينضم إلى خصومه،، فيحاربه نابليون مع من يحارب، ويكتب إلى ماري لويز بأنه انتصر على جنوده، وبأن جنوده لم تكن أسوأ منها في أي وقت مضى. ثم تأتي المرحلة الرابعة وهي مرحلة التقهقر والهزيمة، وهنا تتعاقب الرسائل كل يوم بأنباء الظفر والحركةوالعمل المتواصل، ثم تجئ الهزيمة، ولكن الرسائل ما زالت تنم عن سمو هذه الروح التي تستقبل المصائب والمحن باسمة ساخرة.
تلك هي خلاصة المأساة التاريخية العظيمة التي تصورها رسائل نابليون الثلاثمائة إلى زوجه ماري لويز. وقد عرضت للبيع في لندن في يوم ١٩ الجاري مقسمة إلى عدة مجموعات، ولم ينشر منها من قبل شيء، وقدر الخبراء ثمنها بنحو مليون ومائة ألف فرنك (نحو ستة عشر ألف جنيه)، وقدرت مذكرات ماري لويز المعروضة معها بمبلغ خمسمائة ألف فرنك (نحو سبعة آلاف جنيه).
وقد علقت الصحف الفرنسية على عرض هذه التحف الأثرية التي تهم فرنسا قبل كل شيء، وأبدت توجسها من استعداد بعض كبار الهواة الأمريكيين لاقتنائها وبذل أكبر الأثمان في سبيلها، وطالبت الحكومة الفرنسية وهيئاتها العلمية أن تبادر إلى اقتناء هذه الوثائق التي خلفها إمبراطور فرنسا، لتضم إلى تحفه وآثاره. وقد استجابت الحكومة الفرنسية إلى هذه الدعوة، واستطاعت أن تحصل على الرسائل الثلاثمائة بطريق المزايدة بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه حسبما ورد في الأنباء البرقية الأخيرة.
وفاة المكتشف دي جيرلاشي
توفي البارون دي جيرلاش دي جوميري الرحالة والمكتشف البلجيكي الشهير بعد مرض طال أمده، في سن السادسة والستين؛ وهو ينتمي إلى أسرة عسكرية نبغ فيها كثير من الضباط العظام؛ ولكنه آثر البحر منذ فتوته، وقضى شبابه بحاراً على ظهر السفن، وفي سنة ١٨٩٠، نال رتبة نائب سفينة، وخطر له من ذلك الحين أن يخصص جهوده لاكتشاف المناطق القطبية التي لم يصل إليها سلفه المكتشف دومون دورفيل؛ فسعى إلى الجمعية الملكية الجغرافية البلجيكية حتى قبلت أن تؤازر جهوده، وأعد لتلك الرحلة السفينة (بلجيكا) وسلحها، وسافر على ظهرها في أواخر سنة ١٨٩٧، ثم عاد بعد رحلة استغرقت نحو