للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أطرقي أطرقي فقد ضمك اللي ... ل وألقي عليك ثوب ظلامه

إلى أن يقول:

لم يعد فيك ما يسر العيونا ... فاعذري العابثات والعابثينا

وإذا أيقظت شجونك حورا ... ء وأوحت بقبحك الشامتينا

فاسخري من جمالها وصباها ... واحقريها بكثرة العاشقينا

أو عظيها فرب شيطانة منكن قالت فأبكت الواعظينا

وفي قصيدته (أشواق الربيع) تراه يخاطب تلك المجهولة ويسألها أن تعود إليه، فهو غريب القلب والدار فيهتف:

تعالي يا ابنة الأحلام يا مجهولة الذات

تعالي يا ضياء لم ينور أفق ليلاتي

تعالي نجمع الماضي الذي راح إلى الآتي

تعالييا غراما تاه في دنيا الصبابات

تعالي طهري بالحب آثامي وأوزاري

تعالي فأنا وحدي غريب القلب والدار

طريدا مثل أحلامي شريدا مثل أفكاري

ويلح عليها أن تسرع بالعودة إليه، فقد يخنقها الترب ولم يتمتعا بالحياة، فيكرر هتافه:

تعالي نخلق الحب فقد يخلقنا الحب

فقد يخنقنا الترب ولم نعشق ولم نصب

وتراه ينظر إلى الناس يأكل بعضهم بعضا، ويلغ بعضهم في دم بعض، فيشمئز ويتألم ويثور، وتتمثل ثورته في قوله من قصيدة (السراب الخالد):

وحوالي من بنى الطين أشباه قطيع مشرد في يفاع

دمهم ماؤهم وراعيهم الذئب وأعراضهم سفوح المراعى

ويحزنه من بنى الطين أنهم لا يحسون الجمال ولا يتذوقون الحسن فيقول:

كلما رن مزهر أو شدا شاد أعاروه ميت الأسماع

ألهذا القطيع أنفق أيامي وتفنيني الليالي الحزينة

<<  <  ج:
ص:  >  >>