وعجبت كيف لا نجد مثل هذا الشعر اليوم عند شعرائنا الشباب، هذا الصدق، هذه الحيوية الفياضة، التي تدل على أن الشابي عاش تجربة شعورية كاملة، كان مزيجا من الصدق والوفاء. . وكانت غاية في السمو والنقاء.
وبينما اقلب صفحات المجلة، وقع بصري على شعر آخر كتبته الشاعرة العراقية نازك الملائكة.
. . . ولفت هذا الشعر نظري أيضاً. . لقد قرأت شعر لأكثر من شاعرة عندنا هنا في مصر. . ولكني لم أحس وقدة الحياة فيه كما أحسستها في شعر نازك الملائكة أو فدوى طوقان. .
فلماذا تنقص شاعراتنا هذه (الأنوثة) والحيوية. . اعتقد أن السبب واحد، وأن النقص مصدره واحد في شباب القراء والشابات.
إن شعراءنا وشاعراتنا - إن صح أن عندنا شاعرات - يتكلفون ويتكلفن، إنهم لا يعيشون في الحياة الصادقة، التي تمنح الوحي الصادق أو تمد بالإلهام!
وهذه لمحة من شعر نازك الملائكة
استرحنا. . كشف اللغز ومات المبهم
وتلاشت حرقة الأحلام في لون العيون
استرحنا. . هدأ الشوق وواراه السكون
استرحنا نحن وارتاح الزمان الفهم
وغدا ينهزم الماضي بعيداً
وترى أعيننا شيئا جديداً
ولا زلت احسن بأننا لم ننشأ الأدب النسوي بعد. . ولا الشعر النسوي بالطبع!
وإذا كنا نحن اليوم في مطلع نهضة جديدة، فإننا نحب من الشعراء أن يكونوا روح هذه النهضة. . نريد ذلك الشعر الذي نحس أن الحب فيه يصعد إلى السماء. . ويرف مع الملائكة!
نريد تلك الروح النقية الصافية الخالصة التي لا يشوبها الفاحشة والمجون!
فمتى نرى هذا الشعر! عندها يحق لهؤلاء وأولئك أن يقولوا إنهم شعراء!