الأزهر، وذلك حتى يتجاوب الأزهر مع روح العهد الجديد، وهي أمور كلها تجيش من آن لآخر أردت أن أضعها نصب أعين ولاة الأمور في لأزهر على سبيل الذكرى. فالذكرى تنفع المؤمنين.
محمود حمدي زقزوق
حضرة
قرأ كلمة لأحد الباحثين قال فيها إن (حضرة) بمعناها الحالي كلمة تركية دخيلة وهذا ليس صحيحا وإليك النصوص اللغوية:
جاء في شرح القاموس ما نصه: حضرة الرجل قربه وفناؤه، ووفي حديث عمرو بن سلمة الجرمي (كنا بحضرة ماء) أي عنده، وكلمته بحضرة فلان أي بمشهد منه، قال شيخنا وأصل الحضرة مصدر بمعنى الحضور كما صرحوا به ثم تجوزوا به تجوزاً مشهوراً إلى مكان الحضور نفسه ويطلق على كل كبير يحضر عنده الناس كقول الكتاب أهل الترسل والإنشاء. الحضرة العالية تأمر بكذا، والمقام ونحوه - وهو اصطلاح أهل الترسل كما أشار إليه الشهاب في مواضع من شرح الشفاء هـ
وجاء في (صبح الأعشى ج٦ ص٤٩٨) في مبحث الألقاب:
الثامن: الحضرة والمراد بها اللقب. . وهي من الألقاب القديمة التي كانت تستعمل في مكاتبات الخلفاء وكان يقال فيها الحضرة العالية والحضرة السامية وتستعمل الآن في المكاتبات الصادرة من الأبواب السلطانية إلى بعض الملوك ويقال فيها الحضرة الشريفة العالية والحضرة الكريمة العالية والحضرة العلية بحسب ما تقتضيه الحال الخ. . وكثير من كتاب الزمان يظنون أن هذه الألقاب الأصول أو أكثرها أحدثها القاضي شهاب الدين أبن فضل الله وليس كذلك. . الخ. وجاء في (محيط المحيط) المولودون (المحدثون والمتأخرون) يستعملون الجناب لأكابر الناس بمعنى الحضرة فيقولون: ننهي إلى جنابك مثلا أي نلقي كلامنا بين يديك وذلك في الأصل؛ ثم توسعوا حتى بلغوا الجناب لغوا يراد به مجرد التعظيم، فيقولون هذا غلام جنابك أي غلامك ا. هـ.
من هذا يتبين أن (حضرة) عربية صحيحة ولكنها تطورت، والاستعمالات المجازية