للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هيهات لن أنسى هواها ... السمح لن أنسى هواها

والقصيدة طويلة النفس فيها من التعابير الوجدانية أسماها، فيها من العاطفة الزاخرة بالإخلاص والحب والتفاني أروعها.

والأستاذ الجواد: بعد كل هذا: فنان يلمس الحياة بما ألهمه الله القدير من فكر ثاقب وعقيلة طموحة عالمة، تدفع صاحبها إلى أرفع مكانة.

ولعل الكثيرين من الشعراء يعرفون أن (الجواد) شاب خلق من نفسه إنسانا يعرف معاني الحياة، ويقيس الناس بمقاييس العقل الواعي، ولعلهم يعرفون في شاعرنا أنه قومي من الطراز الأول يتفانى في سبيل عروبته إلى أقصى مدى وهذا ما جعله محبوبا من جماعته محترما منهم يقدرونه كل التقدير.

وأخيرا نود أن نقدم (للقارئ) بعض نماذج من شعره الوجداني، والوطني، والإخوان الذي أمتاز كثيرا:

من ملحمة العربي التائه وتقع في ألف بيت من الشعر: -

حشرجات الكئيب. . . يا آهة الفن، ويا حسرة شجت بذمائه

رب جرح تناهشته كروب ... تنقذ الشعب قطرة من دمائه

أيها الشاعر اللهيف إلى النور بزوغا، فالصبح من سجرائه

شعبك الأخرس الشقي ذليل ... سارد في ضلاله وعمائه

كافر يلعن الحياة ويبقى ... مستكينا لذله واصطلائه

عابس يحصد السنين شقاء ... ويماري الأساة عن أدوائه

يتمشى الغناء في جسمه الناحل، والموت صار من أسمائه

يا نشيداً في حومة المجد يرقي ... مشمخرا على ذرى عليائه

يا نشيداً بدونه شرف الشعب مهان يذوق سم شقائه

يا نشيداً كأنه نغم الخلد ... تهاوى إلى رؤى عذرائه

فكرت أنت كالطلاسم ظلت ... فهي سر الإله في أنبيائه

وفي قصيدة له عنوانها (الهارب) نقدم هذه الأبيات التي فيها انطلاقات روحية فلسفية تدل على الفترة التي انغمر فيها شاعرنا في كتب الدين والفلسفة ينهل منها كثيرا يقول في تلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>