حرارتك لأطمئن عليك! أرادت الزوجة بقولها هذا أن تظهر اهتمامها بجسمه. . . ولكن هل فكرت في قلب الشاعر المسكين؟
وفي ليلة أخرى ذهب الزوجان إلى حفلة رقص. . . فلما عزفت الموسيقى بلحن (الدانوب الأزرق الجميل) الذي كان الشاعر يحبه حباً جماً، ذهب من فوره إلى حيث كانت تجلس زوجه ليطلب منها أن ترقص معه هذا الدور، فاعتذرت إليه لارتباطها بوعد سابق! مع علمها بحب زوجها الشديد لهذا اللحن. . . وكان قد أهدى إليها قبل الذهاب إلى الحفلة وردة بيضاء حلت بها صدرها. . . فافتقدها أثناء الحفلة فلم يجدها على صدرها، فسأل عنها وقد ظن أنها سقطت منها أثناء الرقص، إلا أنها أجابته بكل سذاجة: الوردة؟ إن صديقتي البارونة ل. . أظهرت إعجابها بها فأعطيتها إياها! كاد الشاعر يموت في تلك الليلة من الغم. . .
وفي مرة أخرى سافرت زوجته إلى الريف تعود أمها وكانت مريضة مرضاً خطيراً. . ومكثت هناك أسبوعين لم ترسل خلالهما إلا كتابين قد احتويا على عواطف تشبه تلك العواطف الأنموذجية الموجودة في كتب (برليتز) للتمرين والترجمة!. . وفي يوم عودتها من الريف، بدلاً من أن تقضي السهرة على انفراد مع زوجها بعد تلك الغيبة، دعت بعض الأصدقاء إلى السينما لمشاهدة الممثلة جريتا جاربو في فلمها الأخير
بينما كان الشاعر يعيد هذه الحوادث في مخيلته إذ به يسمع تغريد عصافير على الشجرة، فرفع إلى الشجرة نظره، فإذا به يبصر عصفورين على غصن، متعانقين في شوق وحنان، عندئذ سقطت دمعة كبيرة على خد الشاعر، ثم نظر في ساعته فوجد أنه قد تأخر في نزهته، فبادر بالعودة إلى المنزل، لأن زوجه كانت قد دعت بعض الأصدقاء للاحتفاء بمرور عام على زواجهما السعيد!