تكون عليه النفس الفاضلة فتنصت إلى الصوت الخفي حين يناديها، لتزن الأمور وفق ندائه وتترك المباغي الذاهبة لتحيا في ظلال النزاهة!.
يا رسالة الإنسانية!
لا أريد أن أمرق إليك بالملق، أو استنديك بالحمد؛ فأنت في غنية عن ملقى وحمدي، ولكني أريد أن تعايشي الناس في نطاق حياتهم، لأنك صورة جليلة للإنسانية السامية!.
صوري النقائص، وهاتي الصورة (العارية) لتكشفي عن سوءة الرذيلة!.
يا رسالة المثالية!
أنت حصيفة مجربة، تزنين الأمور في ميزان الخبرة، لكنك تبعدين عن المبذلة، وتتحاشين التدلي، وتؤثرين السلامة، والحياة غافلة في ملهاة الشهوة؛ فصوري التلهي بالتشهي، وقاربي بين التدلي والتسلي!.
إنك مجدة في جديد؛ فهلا سخرت من الهزل في سخريتك؟! الزمن للأضاحيك، وأنت ذات بسمة حكيمة؛ فاجعلي من البسمة حكمة، وروضي تلك الطباع النافرة على التأدب بأدبك!.
يا رسالة الخاصة!
أنت في عهدك الجديد السعيد تنزعين إلى منزع التحرر؛ وتنطلقين مع الحياة في تحفيظ اعتزازك، وتصون مكانك، وتوقر مهابتك؛ فالقلوب هتافة معك، والأرواح متصلة بل!.
يا رسالة الرسالات!
إليك نفوسنا نزاعة إلى رحابك، وخواطرنا متسامية في تساميك؛ فأشرقي أشرقي؛ لتبعثي النور مع البعث الجديد!.