التي يلجأ إليها الفن القصصي حتى عندما يكون رسما للحياة الخاصة للمؤلف.
وأكبر الظن أن المحن التي عانتها بياتركس بيك بعد موت زوجها والأعمال المهنية التي اضطرت للقيام بها لتكسب عيشها هي السبب الأول في تلك الصراحة العنيفة التي نلمسها في أدبها. فلقد عملت بياتربكس عاملة في مصنع وخادمة وكاتبة على الآلة الكاتبة في مكتب للتأمين ثم طاهية. وكانت أثناء كل ذلك تحس أنها أسمى من الأعمال التي تؤديها فلم تستسلم لضربات القدر. كانت تحس بأن في داخلها أفكار كثيرة في حاجة إلى أن تدون وأنها بهذه الأفكار كثيرة في حاجة إلى أن تدون وأنها بهذه الأفكار تستطيع أن تكون كاتبة ممتازة.
وفي عام ١٩٤٧ حانت أول فرصة إذ كانت تعيش هي وابنتها في إنجلترا عند بعض أقربائها الذين قبلوا إيواءها في مقابل أن تعمل طاهية للمنزل. وهناك كانت تختلس بضع دقائق كل يوم لتكتب قصتها الأولى (بارني) حيث قصت ذكريات شبابها الأول ودراستها في كلية الحقوق بجرونوبل وموت أمها ثم مقابلتها للطالب الروسي نوم تسايرو الذي تزوجته فيما بعد. وفي هذه القصة لم تترك بياتريكس شيئا لم تقله مما اعتبرته الأسرة التي تعمل عندها جرأة لا تليق فطردتها من خدمتها.
وأخذت الكاتبة الناشئة ابنتها ورحلت إلى باريس حيث لا مورد لها. وفي غمار الفقر خطرت لها فكرة إرسال نسخة من قصتها إلى الكاتب الكبير أندريه جيد فلم يكد يقرأها حتى أرسل بطلب رؤيتها بعد أن لمس في كتابتها الذكاء والثقافة وحدة الذهن. فلما لقيها امتدح استعدادها وغمرها بتشجيعه ثم وجه لها نصيحته بقوله (حذار من العاطفية الحادة).
واستقرت حياة بياتريكس المادية إلى حد ما بعد أن اختارها جيد سكرتيرة له. وعندئذ بدأت قصتها الثانية (موت شاذ) وما هو إلا موت زوجها. ولم تكد تفرغ منها حتى بدأت قصتها الثالثة (القس ليون موران).
ومات جيد وعادت بياتريكس إلى الاضطراب المادي؛ ولكنها كانت قد آمنت بأن كسب حياتها لن يكون إلا عن طريق الأدب فانكبت على العمل حتى انتهت من قصتها التي فازت بأكبر الجوائز الأدبية في فرنسا ووضعت مؤلفتها في الصف الأول بين كتاب الأدب المعاصر.