يدور في أوساط الأدب الأنجلو سكسوني هذه الأيام نقاش حول أدب التراجم. فقد اشتد في السنوات الأخيرة غرام الأدباء في بكتابة سيرهم؛ وقال النقاد إن أبلغ ما في هذه السير هي الحقبة الأولى من عمر الأديب - طفولته! وفتوته وشبابه. أما خريف الحياة فلا يوحي بأي متع عقلية أو أدبية. وخالف بعض النقاد والأدباء هذا الرأي، وقالوا إن حقبة الطفولة والفتوة تكون عادة زاخرة بألوان المتع الحسية التي تنافس المتع العقلية منافسة جدية.
ويقول المستر فإن دورتن أحد كبار كتاب المسرح (وهو هولندي الأصل إنجليزي الثقافة) إن الأديب حين يجلس ليستعرض نموه الفكري في ثنايا الأعوام لا يجد لذة أعمق من تلك التي يستوحيها من ذكريات الطفولة وحقبة الشباب والفتوة، وعلى ذلك فإن تسجيله لهذه الذكريات هو في الواقع إبداع أدبي يصور فيه الأديب تلك الذكريات على نحو ما يصور القصصي أبطال رواياته وحوادثهم.
ويستشهد كاتب آخر بالشغف الذي يملكنا جميعاً حين نجلس إلى الشيوخ من عائلتنا يقصون علينا حوادث طفولتنا فيكشفون لنا عن عالم يلهب فينا الخيال ويبعث في أنفسنا الرضى أو السخط وحسن ما تغيره الانفعالات التي تكتنف الأديب حين ينظم أو ينثر.
مجلة جديدة في الموسوعة الروسية
صدر هذا الأسبوع مجلد آخر من الموسوعة الروسية الجديدة التي يعدها العهد السوفييتي لتكون مرجعاً للثقافة الروسية شأن الموسوعات (القومية) الأخرى.
وفي هذا المجلد الجديد بحث طويل (عن اليهود) ويؤكد كاتب البحث بأن (اليهودية) ليست أكثر من مذهب ديني لا يستند إلى عنصر أو إقليم معين وليس لها طابع (القومية) التي تدعي الحركة الصهيونية بأن اليهود علم عليها.
وتهاجم الموسوعة الروسية الصهيونية مهاجمة شديدة وتقتبس آراء لينين وستالين عن الصهيونية، ويرجع تاريخ هذه الآراء إلى ثلاثين عاماً. وتقول الموسوعة بأن إسرائيل (وهي رمز القومية الصهيونية) ليست إلا نقطة ارتكاز للاستعمار الأمريكي بعد أن كانت