للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآخر؟

وبعد هذه السياحة الطويلة أقول - وأرجو ألا أذيع سراً -

أنني كنت ليلة ١٤١٢١٩٤٧ أصغي إلى سلسلة أحاديث الأستاذ

السيد عادل جبر - عضو مجلس الأعيان العالي الأردني الآن

- التي كان يذيعها من محطة القدس وعنوانها - خواطر في

اللغة والأدب - وقد ذكر بأن قدوم مؤنثة جمعها قدم واستشهد

على ذلك بقول الشاعر:

نعم الفتى لو كان يعرف ربه ... ويقيم وقت صلاته حماد

نفخت مشافره الشمول فإنفه ... مثل القدوم يسنها الحداد

وبعد ذلك كتبت له كتاباً ذكرت له به ما ذكره الشيخ أمين في

كتابه المذكور فتفضل علي بجوابه المؤرخ في ٢٧١٢١٩٤٧

الذي قال فيه إن الشيخ أمين وقع في خطأ في بيت الشعر الذي

استشهد به وزاد أن الرواية الصحيحة هي:

فقلت أعيراني القدوم لعلني ... أخط بها قبراً لأبيض ماجد

وذكر بأنه رآها في كتاب - المخصص - لابن سيده وأن جمع - قدوم بمعنى مقدام - قدم - كصبور وصبر وأن هذا لا خلاف فيه. وأما قدوم - آلة النجار - فإنها تجمع على قدم و - قدائم - كما ورد في أمهات كتب اللغة - دون أن يذكر شيئاً منها - وأضاف إلى ذلك أنه لا غضاضة في أن تأتي صيغة الجمع واحدة لكلمتين مختلفتين في المعنى لأن جموع التكسير سماعية كلها. وأن السلف الصالح يقول بأن سياق الكلام كفيل بالدلالة على المعنى المراد، وأن مما جاء على صيغة - قدائم - جمعاً للآلة عجوز وعجائز. وأنه يحضره من الأمثلة على اتفاق صيغ الجمع مع اختلاف صيغ المفرد قول - صاحب فقه اللغة - الإمام

<<  <  ج:
ص:  >  >>