للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اقترت اسمه بأكبر رقم - وكان صيرفياً في (بنك التجارة) وأراد محاسبة الهر فريد على كلامه فقال له:

(من أين عرفت ذلك؟)

فقال: (هذا ما لا أريد ذكره الآن.)

فسأله: (أمن رجال الأمن أنت؟)

فأجاب: (لا.)

فتنفس الرجال الستة الصعداء. ولما سئل ثانية:

(ألاستغلال الموقف؟)

قال (كلا!) قالها فرحاً وزاد عليها: (وهل لديكم أشياء يستغلها الغير؟ لقد اختلستم أكثر من نصف ما في خزائنم، وأريد الآن أم اوجه إليكم سؤالاً بسيطاً: ماذا تفعلون لو جاء مفتش؟)

وانقلب الرجال الستة مرة أخرى الى كتلة من الذعر والمرج، وتعالت الصيحات وكثرت الأسئلة، ومضت دقائق يغمغمون دون أن تتميز كلماتهم

وقال الهر فريد: (إني أعرف جيداً أن ساعتين كفيلتان بدرء الخطر، إذ النجدات تطلب، والتلغرافات إلى الأقارب ترسل، والمحادثات التليفونية مع الأصدقاء تقعز فيتم جمع المبلغ المطلوب، ويوضع في الخزينة لكي يرد الى أصحابه بعد عملية المراجعة والتفتيش التي قد تستغرق بضع ساعات. ولكن ماذا أنتم فاعلون أذا فسل المسعى رة؟

وبدت على الجميع الحيرة. غير أن الهر فريد بسط ذراعيه وقال (إني لا أريد بكم سوءاً، بل لقد جئت لرشادكم. إني أعرض عليكم خطة للنجاة. . . ماذ ترون في تنظيم مساعدة سريعة حينما يداهمكم تفتيش على غير انتظار؟)

(انها أسئلة مفجعة. ولكن ما هي الخطة: يا سادتي! يجلس هنا صيافة ستة لمحال مختلفة. وإذا لم أخطيء التقدير فاثنان منكم في مصرفين، وأربعة لأاربعة مصانع. فهل يمكن أن يجري التفتيش عند الجميع في وقت واحد؟ كلا يا ساتدي، فهذا من الوجهة العملية لايمكن، ولن يمكن وقوعه في الحياة. وإذاً فهذه المفاجأة غير المرغوب فيها لا تهدد إلا خزينة واحدة. ولا يجيء الدور على الخزينة الثانية حتى ينتهي التفتيش من الخزينة الاولى. ويصح أن أكرر القول بأنه حينما تكون إحدى الخزائن واقعة تحت خطر داهم، فلن يصيب

<<  <  ج:
ص:  >  >>