وإذا ذهبت تلتمس العلاقة التي كانت بين الاشرف والخليفة رأيت أن الخليفة العباسي كان يتمتع بسلطة روحية كبيرة، وإن لم يكن له من الأمر شيء في السلطة السياسية، فان الأشرف يحرص على أن تظل العلاقات بينهما قوية متينة، ويعد مراسلة الخليفة له منة وفضلا كبيرين
ولقد ورد له خطاب مرة من الخليفة، فطلب من ابن النبيه أن يجيبه فكتب إليه الرد شعراً لأن الخليفة كان أديباً شاعراً:
سيدي سيدي كتابك أحلى ... من زلال على فؤادي الصادي
خلت فيه قميص يوسف لما ... الصقته أناملي بفؤادي
كرر اللثم يا فمي، وترشف ... منه آثار فضل تلك الأيادي
نعمة سميت كتاباً مجازاً ... أنا نبت وهي السحاب الغوادي
كثرت حاسدي حتى تخيل ... ت جفوني من جملة الحساد
قالت العين وهي تخرج دراً ... فاخراً من بحار ذاك المداد
أنا افدي بياضه ببياضي ... أنا أفدي سواده بسوادي
أنا عبد الأمام أحمد خير ... لي من نسبتي إلى أجدادي
فعليه السلام ما غرد الطي ... ر وغنى شاد، ورجع حاد
وفي الحق أن الأمراء من الأتراك مهما استبدوا كانوا يقرون للخليفة بالسلطة الروحية ولا ينازعونه فيها