إيزابيل: ولكنك أنت نفسك تلقي السلاح؟ وتكتفي من الأمل والرغبة بأن تهيم طائفا فوق مدينة ضئيلة؟
الطائف: المهمة خطيرة.
إيزابيل: ومع ذلك فها أنت ذا.
الطائف: إن بين الموتى من ينام وكأنه يقظان.
إيزابيل: إن هذا النائم المستيقظ يستخفي مع الصبح وما زلت مقيما.
الطائف: لقد جذبتني. لقد أوقعتني في الشراك.
إيزابيل: أي شراك؟
الطائف: إن عندك لشركا يجذب إليه الموتى.
إيزابيل: وأنت أيضا تراني ساحرة.
الطائف: إن سحرك لطبيعي حتى لكأنك قد عرفت فيم يفكر الموتى فأنت لا تهيئين لهم ذكريات ولا صوراً وإنما تهيئين لهم الشعور بانعكاس الصور وأجزاء الضوء قد استقر على زاوية من الموقد، على أنف هر، أو على ورقة كأنها الحطام الضئيل يطفو على الطوفان. . . . . أترينني مصيبا؟
إيزابيل: وإذاً؟
الطائف: وإذاً فكل غرفتك في الظاهر غرفة للأحياء، لفتاة حية من أهل الأقاليم، ولكن من يحقق فيها النظر يرى أن كل شيء قد قدر لتكون هذه العلامة من الضوء على الأشياء المألوفة على إناء من الصيني أو مقبض من المقابض قد استبقى دائما بالشمس أو النار في النهار، وبالمصباح أو القمر في الليل. هذه هي حبالتك وقد كان حقا علي أن احتاط حين رأيتك في نافذتك ذات مساء. لم يكن وجهك المشرق هو الخطر. ولكني رأيت انعكاس اللهب على الحاجز أمام الموقد. ورأيت ضوء القمر على المنبه. ورأيت ماس الظلال. فأخذت!