للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكم شاهد إقبال الدجى ... حين ذابت فيه ألوان الشفق

ورأى الليلَ إذا الليلُ سجا ... وانجلى البدرُ وضيئاً أبلجا

تقبس الألحاظ من رونقه

قبل أن يدركه موج الغسق

كم رأى الحقول النضره ... حفلت بالحسن في عيد الربيع

ورأى الصيف يعفى أثره ... بيد عاتيةٍ مقتدرة

تركت جنته خلويةً

جف فيها الزهر والروض المريع

ولكم أبهجه صفو الخريف ... ورآى سحر مجاليه الوضاء

واغتدى يرتع في ظل وريف ... قد سرى في جوه نفح لطيف

يملأ الصدر به مستروحا

قبل أن تعصف انواء الشتاء

يا قنوعا مثلت عيشته ... عيشة الانسان في فجر الوجود

يا خليا انسه وحدته ... إيه يا من برئت فطرته

من غرور العيش في زخرفة

يا طليقاً ما دري معنى القيود

يا قرير العين في خلوته ... لم يجرب مزة غدرَ الصديق

يا نقي القلب في غزلته لم ير العالم في زحمته

هات من لحنك ما يطربني

يا غريراً انت بالبشر خليق

يا رضي النفس في إيمانه ... نعمت نفسك في ظل رضاها

إيه يا من قر في وجدانه ... من هدى الله ومن رضوانه

ما ترنمت به في غبطة

فطن القلب إليها فوعاها

هات من لحنك يا راعي القطيع ... قد نفي لحنك عن قلبي الحزن

<<  <  ج:
ص:  >  >>