الاثينيون من اليونان القدماء بالفلسفة وتربية الذوق وحب الجمال، وأولع الرومان في غابر الأزمان بالخطابة والقوة الكلامية فلقد عني الإنجليز اليوم بأعداد الطفل للحياة، للقيام بواجبات الحياة
وقد رأى أحد الإنجليز، ورأى فلاسفة اليونان من قبل، أن العقل السليم في الجسم السليم، ولكن المربين من الإنجليز يرون الآن أن يضيفوا إلى العقل السليم والجسم السليم: الخلق القويم، والشعور بالواجب. فالمدرسة الإنجليزية لا تفكر في تعليم المواد فحسب، بل تعمل على تربية العقل، والجسم، والخلق، وتهذيب الادارة، وتقوية الملاحظة لدى كل فرد، وتعطيه الفرصة في أن يستفيد من قوانين الطبيعة، ويقدر ما فيها من فن أو جمال، وتفهمه الحياة كما هي، وتشعره بواجبه نحو غيره وواجبه نحو الله ونفسه وأمتهن وتعده للحياة الكاملة. فللمدرسة أثر كبير في تكوين الطفل لا ينقص عن اثر المنزل والأصدقاء وتجارب الحياة
وإن المدرسة الإنجليزية تشعر بالواجب الملقي على عاتقها نحو التعليم، ونحو تحسين الأحوال الاجتماعية والصحية والخلقية، وتقوم به خير قيام. والمدرس الإنجليزي في إنجلترا يستطع بما له من نفوذ، وباجتهاد في أن يكون المثل الأعلى الذي يصح الاقتداء به - أن يثبت في نفوس التلاميذ أحسن العادات من الجد والمثابرة على العمل وأداء الواجب، وكتمان الشعور، وإجلال كل نبيل، والاستعداد لتضحية النفس، والعمل على الوصول إلى الحقيقة والشعور بالواجب والاستقامة. فالمدرس يعمل على تكوين أعضاء عاملين ينفعون المجتمع الذي يعيشون فيه بحيث تفخر بهم الأمة التي ينسبون إليها