بلغنا قم والساعة أربع فلم ندخلها، بل ملنا عنها شطر الغرب نريد سلطان آباد. ونزلنا بعد نصف ساعة ببناء عند أشجار على مقربة من نهر قم. قلت للسائق أي موضع هذا؟ قال تخت شير (تخت الأسد) شربنا الشاي، وطلبنا شمامة (خربوزه) فجاء رجل بشمامة وبطيخة قلنا هذه البطيخة قديمة، فما رأيك في الشمامة؟ قال حلوة جداً. قلنا شققها. فإذا شمامة غير ناضجة فقمنا نندب أملا ضاع بين قِدم البطيخ وحداثة الشمام. ولم أنس من بعدُ تخت شير وشمامته. وان مسيرنا في أرض عامرة تبدو فيها القرى والزروع والأشجار، والبيادر ليست كالطريق بين طهران وأصفهان. ومررنا بقرية صغيرة وقف عليها السائق قائلاً لا يفوتنا أن نأكل من عسل هذه البلدة فهو حديث الركبان. ثم دخل بناء إلى جانب الطريق، وعاد بقليل من العسل والزبد والخبز. وقد صدق الخُبر خبر صاحبنا فقد وجدنا عسلاً صافياً بارداً فقلنا قد أبدلنا الله بشمامى تخت شير عسل راهجرد. وتمادى بنا السير حتى اجتزنا بقرية اسمها إبراهيم آباد فعلمنا أننا على مقربة من غايتنا، وبعد نصف ساعة وقفنا في مدخل سلطان آباد والساعة ست وخمس وأربعون مساء بعد أن فصلنا أصبهان بعشر ساعات ونصف. فرآى الشرطة جواز السفر ودخلنا المدينة: