هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفَهمي. كان أبوه من موالي قريش، ثم افترض في بني فهم (وهم بطن من قيس عيلان خرج منهم جماعة من العلماء) وتبعه الليث بعده، فكان اسمه في ديوان مصر، في موالي بن كنانة فهم؛ وقيل كان مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي
وكنسته أبو الحارث
ولد غي قرقشندة (قرية بأسفل مصر على أربعة فراسخ من الفسطاط) فهو مصري المولد والمنشأ، وأصل أسرته من أصبهان. قال الليث نحن من أهل أصبهان، فاستوصوا بهم خيراً، وقيل إنهم من الفرس، ولم يصح ذلك
وكان مولده يوم الجمعة ١٤ شعبان سنة ٩٤، قال الليث: قال لي بعض أهلي: إني ولدت سنة اثنتين وتسعين، والذي أوقن به أني ولدت سنة أربع وتسعين
شيوخه:
قال أبو نعيم الأصبهاني (في حلية الأولياء): أدرك الليث نيفاً وخمسين من التابعين
سمع الليث بمصر من زيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة والحارث بن يعقوب وعبيد الله بن أبي جعفر وخالد بن يزيد وخير بن نعيم وسعيد بن يزيد
وحج الليث سنة ١٣٣ وكان عمره تسعة عشر أو عشرين، فسمع في حجته تلك من عطاء بن أبي رباح وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد الانصاري وأبي الزبير المكي وعبد الله ابن أبي مليكة وعمرو بن شعيب وقتادة وعمرو بن دينار ونافع
قال الليث: حججت أنا وابن لهيعة فرأيت نافعاً مولى ابن عمر فدخلت معه إلى دكان علاف، فقال: من أين؟ قلت: من أهل مصر، قال: ممن؟ قلت: من قيس. قال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين!
وحدثني. فمر بنا ابن لهيعة، فقال من هذا؟ قلت: مولىمن قيس. قال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين! وحدثني. فمر بنا ابن لهيعة، فقال من هذا؟ قلت: مولي لنا فلما رجعنا إلى مصر، جعلت أحدث عن نافع فأنكر ذلك ابن لهيعة وقال: أين لقيته؟ قلت: أما رأيت العبد الذي كان في دكان العلاف؟ هو ذاك!