الفارس حتى صار أمير الجيوش الفرنسية، وجرت له حروب مع الإنجليز أسروه فيها ثم ردوه إلى بلاده، فأرسله كرلوس إلى إسبانيا سنة ١٣٦٦م ليعاقب بطرس لوكريل (الجبار) ملك قسطيلة (قشتالة)، وكانت رعيته قد كرهته، وثقل ظلمه عليها، فخلعه وولى بدله أخاه هنري داتر نستمارة، وقد اصطحب دغلسقين معه في تلك الغزوة عصابات من الجنود التي كانت قائمة بحفظ البلاد الفرنسية التي تركت للإنكليز، فلما انقضت مهمتهم تجمعوا أحزاباً، وصاروا يعيثون في أرض فرنسة، فأنقذها دغسقلين منهم بأخذهم معه إلى إسبانيا وإلحاقهم بجند هنري الذي أقامه ملكاً عليها
وكان يعاصر ملوك فرنسة وإنكلترا المذكورين من ملوك قشتالة الفونس الحادي عشر (١٣١٢ - ١٣٥٠م) وبيدرو (١٣٥ - ١٣٦٨م) وهنري الثاني (١٣٦٨ - ١٣٧٩م) ولا شك أن الفونس الحادي عشر هو الهنشة ابن بطرة الذي ذكر القلقشندي أنه مات في الطاعون الجارف سنة ٧٥١هـ وهي توافق سنة ١٣٥م، وأن بيدرو هو بطرة بن الهنشة الذي ملك بعد أبيه في هذه السنة إلى أن قتل سنة ٧٧٢هـ على ما ذكره القلقشندي وهي توافق سنة ١٣٧٠ن، ولعل قتله كان سنة ٧٧٠هـ لأنها هي السنة التي توافق سنة ١٣٦٨م، وأن هنري الثاني هو أخوه القمط الذي ذكر القلقشندي أنه مات سنة ٧٨١هـ وهي توافق سنة ١٣٧٩م
وقد كانت المنافسة قائمة في ذلك العصر بين فرنسة وإنجلترا، ولكل من الدولتين أنصار من الدول الأوربية، وكانت أحوال السياسة ف هذا العصر قائمة على هذه المنافسة، فلما قان النزاع على ملك أسبانيا بين ابني الفونس الحادي عشر (بيدرو وهنري) أنضم بيدرو إلى إنجلترا، وانضم هنري إلى فرنسة، ولا شك أن تلك الحملة الفرنسية التي أرسلها كرلوس الخامس فرنسة كانت من المساعدات التي لقيها هنري (القمط) حينما التجأ إلى ملك برشلونة، فأمده بجيش من عنده وزحف على أخيه بأمم من النصرانية كان منها تلك الحملة الفرنسية لأن تاريخها الميلادي (١٣٦٦م) يوافق السنة الهجرية التي ذكر القلقشندي أن القمط تغلب فيها على أخيه بطرة (سنة ٧٦٨هـ)
أما الإنكليزية التي وجهها لبرنس غالس (أوف ويلس) إلى أسبانيا حينما التجأ إليه بطرة بن الهنشة فكانت بعد الحملة الفرنسية السابقة وبها تمكن بطرة من خلع أخيه القمط والاستيلاء