للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

١١ - قل عني للشاعر المفلق، ما جدوى حرقتك إن احترقت كالشقائق؟ لا تصهر نفسك هذه النار، ولا تنير للبائسين الديار

١٢ - أنا لا أعرف حسنك وقبحك. فقد جعلت عيارهما خسارتك وربحك. ليس مثلي وحيداً بين بني آدم، إني أرى بعين أخرى هذا العالم

عبد الوهاب عزام

رثاء

للشاعر الإنجليزي اللورد بيرون

ترجمة الأستاذ محمود الخفيف

وهكذا تعدو عليك المنية، فتذهبين في غضارة إهابك وروعة جمالك، كما يذهب كل شيء كتب له الفناء؛ ويعود هذا الهيكل الرشيق وتلك المحاسن النادرة وشيكا إلى التراب!

لئن غيب اللحدُ هذا الجمال، وحللت من الأرض في بقعة يمر عليها الناس لاهين أو ضاحكين، فان هناك عيناً لا تطيق النظر لحظة إلى ذلك القبر الذي يحتويك

سوف لا أسأل بعد اليوم أين موضعك من جوف الأرض، لا ولن أمد عيني إلى تلك البقعة فوق ظهرها. ولْتَنْمُ هنالك الأزهار أو الأعشاب كيفما شاءت، فبذلك لن تقع عليها عيناي

حسبي ما لاقيت دليلاً على أن من أحببت، ومن سأحرص أبد الدهر على حبها، قد تطرق إليها البلى كما يتطرق إلى كل شيء خرج من الأرض؛ وما حاجتي بعد إلى حجر يقام أو علامة تنصب، وكل ما حولي ناطق بأن ما كان بالأمس موضع آمالي، قد أصبح اليوم. . . . لا شيء؟!

ومع ذلك قد أحببتك حتى النهاية في حماسة وقوة، كما أحببتني أنت، يا من ظللت على عهدك طوال تل الأيام السوالف ولا سبيل اليوم إلى تغيرك

إن الحب الذي طبعه الموت بطابعه لن يلحقه الفناء أبداً. فما تطاوُل الزمن بمذهبٍ من حرارته شيئاً، ولا المنافسة بقادرة على استلابه، ولا المين بواجد طريقاً إلى إفساده. وفضلاً عن ذلك فسوف لا ترين ما قد أرتكبه بعد اليوم من هفوة أو تحول أو خطأ

لقد تذوقنا معاً من أيام الحياة أحلاها، أما أمرها فسأتجرعه وحدي، إذن لن ترى عينك بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>