سنة ١٨٣٢، أي مذ غدا زوجها عاشقاً لجولييت درديه. وقد ضاعت رسائل أديل لسنت بيف، ولكن سنت بيف كان يحتفظ بصور بعضها؛ وفيها تتحدث أديل عن حبهما. ولقد أيد لوي بارتو في كتابه (غرام شاعر) زلة أديل ودلل عليها
وإن في رسائل هوجو مع ذلك ما يدعو حقاً إلى التأثر، فقد لبث يجهل كل شيء مدى أعوام، وتطبع رسائله إلى سنت بيف بساطة وثقة ومودة مؤثرة، فلما ظهرت الحقيقة ووقعت الفضيحة كانت شديدة على نفسه، ومع ذلك فان أديل هوجو لبثت حيناً بعد ذلك ترى سنت بيف وتحاول أن توفق بين الصديقين القديمين، وذلك شاهد في رأى البعض على براءة أديل وطهرها. أكانت تسعى إلى مثل هذا الوفاق لو كانت امرأة خؤوناً؟
(ملخصة عن أميل هريو في الطان)
للحقيقة والتاريخ
قرأت في العدد ٨٤ من مجلة الرسالة الغراء مقالاً للكاتب العبقري الدكتور عبد الوهاب عزام سجل فيه مجلساً من مجالس العلامة الواعية الشيخ الخالدي يذكرنا بالأماني القيمة التي كان يلقيها فطاحل علماء الإسلام في عصور مدنيته الزاهرة
وقد لاحظنا في هذا المقال ملاحظتين بسيطتين أجببنا ألا يفوت قراء الرسالة التنبه إليهما
(١) لما عدد الشيخ دور العلم العظيمة بالمغرب وذكر جامع القرويين بفاس قال: (إن الذي أسسه هو مولاي إدريس الأصغر) والحقيقة أن بناء القرويين كان بعد وفاة المولى إدريس باثنين وثلاثين سنة إذ شرع في بنائه يوم السبت من شهر رمضان عام خمسة وأربعين ومائتين، والمولى إدريس الأصغر توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان ذلك في عهد يحيى بن محمد بن إدريس والقائمة بتأسيسه هي السيدة (أم البنين) فاطمة بنت محمد بن أبي بكر الفهري قدم والدها من القيروان لفاس وتوفي بها وخلف ابنتين فاطمة هذه وأختها مريم، وأورثهما مالاً كثيراً صرفت فاطمة حظها منه في بناء القرويين، وفعلت مريم مثل ذلك فأسست مسجد الأندلس الذي يعتبر من المساجد العتيقة بفاس
(٢) ذكر الشيخ حين نسب كتاب (جذوة الاقتباس) لأبن القاضي أنه فشتالي (من فشتالة على نهر ورغة) والمعروف أن مؤلف الجذوة (ابن القاضي) من أولاد ابن أبي العافية