- لقد كان والدي رجلاً قاسياً يا عمتي (آن)، وكان كل يوم عنده يوم أحد. لقد جعل من هذا المنزل (مدرسة يوم الأحد) وكم من مرات حقدت عليه وكرهته، وكانت والدتي تشبهه. وكنت أنا بين الاثنين كأنني في جحيم لا يطاق
في أثناء ذلك كانت عمتها (آن) تصعد تنهدات الحزن والألم. قالت الفتاة:
إنها الحقيقة المرة، والآن وقد مات الاثنان فإني أستطيع أن أحكم عليهما. لقد جعلا مني فتاة عجوزاً لم تر من متع الحياة شيئاً. فكنت لا أعرف غير الإنجيل من الصباح وعند الظهر وفي المساء
وكانت الفتاة تتكلم بصوت ملؤه الحقد والعداوة، وكانت ترتعش حسرة على نفسها. كانت تفكر في تلك الجثة الراقدة في الطابق الأعلى والسخط مستول عليها. كانت تريد البكاء ولكن دمعة واحدة لم تجد بها عيناها. وكان وجهها الغليظ الذي بدا عليه الغضب والكبرياء منكباً على (التريكو) الذي بيدها. قالت:
والآن وقد ضاعت خير أيام حياتي في العمل في سبيلهما، فسأبقى بقية حياتي وحيدة، ولو كانا تركاني أخرج من المنزل لاستطعت أن أجد الفرصة لأتزوج
قالت عمتها:
مهلاً. إنك لا زلت في الثلاثين من عمرك، وفي استطاعتك الآن أن تجتهدي في إيجاد زوج لك. إنك يا مارية فتاة قويمة الأخلاق تحسنين الطهي. إنك لست كفتيات اليوم الطائشات، وهناك كثير من الرجال الذين يبحثون عن فتاة مثلك ليتزوجوها
واستمرت مارية تشتغل في صمت. . . ثلاثة وثلاثين عاماً! قبيحة المنظر غليظة الجسم منكسرة القلب! أي رجل ذلك الذي يريد مثل هذه الفتاة في هذه الأيام؟
وتملكها خوف عظيم وهي تشتغل، كم من الأشياء فقدتها في الحياة! لقد أدركت تماماً أنها كانت تعيش بعيدة عن عالم المسرات واللذات، والآن فات الوقت التمتع. ولكن ألم يعد هناك أمل في شيء؟ قالت الفتاة:
إنني أظن يا عمتي (آن) انه يحسن أن أبيع هذا المنزل وأقيم على ساحل البحر
فأجابت المرأة العجوز على الفور في غضب:
لا تبادري ببعثرة المال الذي تركه لك أبوك. هلا فكرت في؟