أن نعم! لأن الأرواح كلها تلتقي في هيدز، فيما كان يزعم الإغريق القدماء
وتسأليني هل كان الإغريق يؤمنون بالحياة الآخرة، واجتماع الأرواح وتعارفها بعد الموت؟
ولعل من حسن التوفيق أن كنت أكتب فصلاً عن ديانات الشعوب الهيلانية عامة، وعن مذهب الأرفزم خاصة، ذلك المذهب الذي شاع بين اليونانيين فيما قبل القرن السادس (ق. م)، وظلت آثاره قوية جلية في أكثر آداب الأغريق، منذ هسيود شاعر الطبيعة الصداح، حتى يورييدز كبير ملاحدة التاريخ القديم. وإني أعدك بإرسال هذا الفصل إلى (الرسالة)، وإن لم أكتبه للصحف، لأن فيه الرد الوافي الذي تطلبين
على أني أحسبك قد قرأت دانتي اليجيري، فذكرتك أسطورة أرفيوس برحلته في الجحيم والمطهر والفردوس، ليلقى ثمة حبيبته بباتريس
الأسطورة الأغريقية، وكوميدية دانتي متشابهتان يا آنسة؛ فإلى اللقاء، على صفحات الرسالة الغراء
دريني خشبة
بجماليون المثال
سيدي. . . . . صاحب (الرسالة)
قرأت في عدد (الرسالة) الأخير قصة (بجماليون المثال) للأستاذ دريني، فكانت حقاً رائعة. ولكن الأستاذ لم يكمل الأسطورة، بل اكتفى بجزء منها. لأنني قرأت هذه الأسطورة نفسها في كتاب لا أذكره ولا أذكر كاتبه. ويغلب على ظني أنه لجبران خليل جبران
ومجمل القصة الكاملة أن بجماليون عشق تمثاله، وطلب من فينوس أن تنفخ فيه الروح فاستجابت دعاءه، وراعه أن رأى أمامه جسداً بشرياً لغادة بارعة الحسن. . . . . إلى هنا انتهى الأستاذ، وفاته أن يذكر أن هذا التمثال الحي: جالاتيا، قد ألم بها مرض ملح أوشك أن يودي بحياتها، فتملك بجماليون الرعب واليأس، وذهب ليلاً إلى ممثله وأحضر إزميله ومنحته وأعملهما في جسم حبيبته المريضة فارتدت رخاماً كما كانت - خالدة كما أراد لها الخلود، بعد أن أراد لها الحياة فدبت فيها الحياة -
ولعل هذا الجزء الأخير من الأسطورة يكسبها روعة على روعتها فضلاً عن أنه يجعل لها