للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أنه معها في الحجرة. إنها له. . وهو يتمتع بها. . .

وهمت على وجهي لا أدري أي وجهة اقصد. وأخيرا وجدت نفسي أمام الجامع فدخلته بدون وعي وارتميت على الأرض أعض يدي واضرب رأسي في الحائط، وأنا ما زلت أردد قولي: انه معها في الحجرة. . إنها له. وهو يتمتع بها. . .

وبينما كنت على هذه الحالة، شعرت بيد وضعت على كتفي. فالتفت مذعورا. فإذا (هي) أمامي. . هي (هنية) في تلك الساعة الموحشة من الليل، وفي ذلك المكان المنعزل. فأخذتها بين ذراعي بلا كلام واحتضنتها بوحشية وأنا أهذي.

وأمضيت معها ساعة غرام عنيفة، من أشهى ساعات الوجود. وأقسم لك انه ليس على وجه الأرض منذ خلقت الدنيا شخص نال مثلي نعيم تلك الساعة. إنها ساعة تساوي أعماراً بأكملها.

وبعد ذلك نمنا متعانقين. . . وتنبهت فإذا الباب يقرع. وإذا ضوء الشمس يغمر المكان، وسمعت صوت أخي يقول:

- افتح يا سرحان

فوجدتني أجيب بلا وعي:

- سأفتح في الحال

وكان للجامع نافذتان مشبكتان بالحديد. وليس ثمة مخبأ تستطيع أن تختبئ فيه هنية أو منفذ تنفذ منه إلى الخارج. فأختبل عقلي. ولكن خاطراً مر برأسي فقلت لها هامسا!

- أصعدي إلى السطح. . أصعدي سريعاً

فقامت هنية وصعدت في الحال إلى السطح؛ وقمت أنا إلى الباب ففتحته. وتظاهرت بالفتور الشديد ودخل أخي وعليه شيء من مظاهر الغضب. وقال:

- أما زلت تنام في المسجد يا سرحان؟ اليس لنا دار تسعك معنا؟

- يحلو لي الآن أن أتعبد في المسجد حتى مطلع الفجر!. .

وجلس أخي صامتا. وبعد برهة تكلم بلهجة قلقة.

- لقد أستيقضت من النوم؛ فلم أجد هنية بجانبي. وقد بحثت عنها طويلا في الدار فلم اعثر عليها. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>