للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الكفر ساحقة، وكرة كانت القاضية.

وهل يجد المسلمون في تاريخهم، وهل يجد غير المسلمين في تاريخهم، وهل تجد البشرية كلها في تاريخها حادثة غير هذه الهجرة تستحيل فيها الهزيمة نصراً ويرتد اليأس رجاء، ويصير الفرار سلطاناً وتمكيناً؟ أم كان ذلك فضلاً من الله يختص به من يشاء، وكان فضل الله عليك عظيما!

إذا كان المسلمون قد استيأسوا يوم الهجرة وظنوا بالله الظنون، فان المسلمين قد علموا يوم الهجرة أن يد الله الرحيمة، قد امتدت من السماء فتلقت الإسلام تحفظه وتؤيده، وأحاطت بالمسلمين فهدتهم إلى طرق السعادة، وكتبت لهم أن يكونوا هم الفائزين.

لقد علم المسلمون يوم الهجرة أن الله قد كتب لهذا الدين النصر الخالد، ولن يخلف الله وعده؛ ولقد علم المسلمون يوم الهجرة أن الله وحده هو الذي يحمي هذا الدين ويدافع عنه، وأن الله وحده هو الذي يحفظ هذا الدين وينصره (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكتبهم فينقلبوا خائبين، ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون، ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم).

علي عبد الرازق

<<  <  ج:
ص:  >  >>