وروى فيها فصل صفات الكتب والخط وآلته
قال الكندي يصف الدفاتر:
خرس تحدث آخرً عن أول ... بعجائب سلفت ولسن أوائلا
سقيت بأطراف اليراع بطونها ... وظهورها طلا أحم ووابلا
تلقاك في حمر الثياب وسودها ... فتخالهن عرائساً وثواكلا
وتريك ما قد فات من دهر مضى ... حتى تراه بعين فكرك مائلا
وقال آخر:
نعم المحدث والنديم كتاب=تلهو به إن ملّك الأصحاب
لا مفشياً سراً إذا استودعته ... ولديه ما تحيا به الألباب
وقال الهلبي يصف كتاباً:
وفضضته فوجدته ... ليلاً على صفحات نور
مثل السوالف والجباه ال ... بيض زينت بالشعور
وكنظم در كالثغو - ر وكالعقود على النحور
أنزلته مني بمن ... زلة القلوب من الصدور
وقال أبو تمام يصف كتابا:
فضضت ختامه فتبلجت لي ... غرائبه عن الزهر الجني
وضمن صدره ما لم تضمن ... صدور الغانيات من الحليّ
ووقال آخر في وصف كتاب:
مداد مثل خافية الغراب ... وأقلام كمرهفة الحرب
وقرطاس كرقراق السراب ... وألفاظ كأيام الشباب. . . الخ
هذا ما نشره الأستاذ كرنيكو من كتب العرب وهو ينشر اليوم في القاهرة كتاب (المؤتلف والمختلف) للآمدى، و (رسالة ابن الجراح) وما بقى من معجم الشعر للمرزباني، وفي هذا الكتاب أخبار لا توجد في الكتب التي بأيدينا فضلاً عما حوى من الشعر القديم. وبعد هذا ألا نشكر لعلماء المشرقيات غيرتهم على نشر كتب العرب وإظهارها بمظهر التحقيق الدقيق يغبطون عليه.