للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واهبط الصينَ وَزُرْ مُستْلَهِماً ... مَهْدَ (كوْ نقُشيوس) في جنَّاتِها

سوف تلقي الشَّرْق إما جئته ... مَنبتَ الحكمةِ أرْض الحكماء

نشأَ الإيمان في أحضانهِ ... حسبُه ما فاض من إيمانهِ

حسبُه النورُ الذي أطْلعَهُ ... فوق ما قدَّمَ من إحسانهِ

أطلعَ الله الشموسَ النيراتْ ... فجلوا فيه ظلامَ الشُّبُهاَتْ

بلغ الإنسان في أرجائه ... بهدى الخالق أعلى الدَّرَجات

شدَّ ما يبعثُ في نفسي الهدى ... مَهْبطُ الوحي ومهد الأنبياء

آنس النارَ بواديهِ الكليم ... قبساً من جانب الطورِ القديم!

فأراه الله من آياتهِ ... وحباه العلم والرأيَ القويمْ

واجتبي عيسى من الشرق نبياَّ ... فروَى الآياتِ في المهد صبيَّا!

بشَّرَ الناسَ فتيَّا برسولٍ ... يحملُ الحق كتاباً عربيَّا

فَطنَ الدَّهْرُ إلى مقْدمِهِ ... يوم هزَّ الكونَ صوتٌ من حِراءْ!

يا بني الغرب لنا العزُّ التليدْ ... والمعاني الغُرُّ والماضي المجيدْ

لا تقولوا أدبَرَتْ أيامُناَ ... وتباهُونا بناَرٍ وحديدْ

كم رَأينا بينكم من أثَرَهْ ... وشهدنا نارَكم مُستعرةْ

ضَربَ الحرصُ على آذانكم ... وأذاع الشرُّ فيكم نُذرَهْ

كل يوم خبرٌ عن فِتْتنَهٍ ... ينذِرُ الأرضَ جميعاً بالفناءْ!

كم تفاخرتم بعلمٍ وذكاءْ ... وسَخِرتُم من خيال الشعراءْ؟

ضاق وجهُ الأرض عن همتكم ... فتلاقيتم على متن الهواءْ!

ليت شعري هل تبادلتم سلاما ... أم ملأتم جانبَ الجوَّ خصاماً؟

هل أفادَ العِلمُ إلا فِتنهً ... وغروراً يبعث الموت الزؤاماَ؟

حسبكم في الفخر ما أجريتمو ... من دُموع وأرقم من دماءْ!

خبِّروني كم لديكم من أجيرْ ... بات يبكي مثلما يبكي الأسيرْ؟

كم فقير بات يشكو ذِلةً ... وهوانا وهْو بالرفق جدير!

لا ترون العيش إلا نهَمَاَ ... هل عفَفتم أو عرفتم ندَماَ؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>