للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القارئ حياة المرأتين اللتين تبعتا الإمبراطور مع زوجيهما وهما مدام مونتولون ومدام برتران؛ فقد كانتا على خصام دائم، ولهما قصص ومنافسات ودسائس مشجية

وهناك نقطة تاريخية هامة يصححها مسيو أوبري، وهي تتعلق بموقف السير هدسن لو، حاكم سانت هيلانه وسجان الإمبراطور؛ فقد ملأت التاريخ والسير التي كتبت عن مأساة سنت هيلانه بذم السير لو واتهامه بالقسوة والجمود والنذالة؛ ولكن مسيو أوبري يصحح كثيرا من أخطاء هذا الرأي، ويقد إلينا السير لو في الصورة الآتية: (كان السجين وكبير حراسه في سن واحدة. وكان الأخير رجل صغير القد، نحيفا أحمر الشعر، في وجهه بقع، يخفي وجله تحت ثوب من الخشونة الحربية؛ ومع أنه لم يكن يتمتع بصفات باهرة، فإنه لم يكن مجردا عن الخلال؛ ولقد كان مخلصا لوطنه، وكان إداريا حازما، مستقيما، متقشفا؛ ولم يكن تنقصه الطيبة الطبيعية؛ بيد أنه كان يصدر عن تحكم، وكان مدعيا، متكبرا؛ ولم يكن ذا رقة ولا ظرف)، والحقيقة أن السير لو كان موظفا أمينا يقضا، يسهر على أسيره بعناية، ويخشى إفلاته من سجنه؛ فكان يراقبه ليل نهار، ويضيق عليه سبيل الحرية والحركة؛ ومن هنا نشأت فكرة اتهامه بالقسوة والنذالة

وقد كان لصدور كتاب مسيو أوبري صدى عميق في دوائر التاريخ والأدب. وأجمع النقدة الثقات على أنه خير كتاب صدر في موضوعه

ذكرى سيرفانيتس مؤلف دون كيشوت

ظهرت منذ أعوام حركة في إسبانيا وفرنسا للعمل على تخليد ذكرى الكاتب والشاعر الإسباني الأشهر سيرفانيتس سافدرا مؤلف القصة الخالدة (دون كيشوتي دي لامنكا)؛ واتخذت هذه الحركة مظهرا عميقا بتأليف لجنة في فرنسا تحت رياسة دومرج الفخرية، وقد كان يومئذ رئيسا للجمهورية، ورياسة مسيو بول بورجيه الفعلية؛ وكان ذلك منذ سبعة أعوام، وما زالت اللجنة قائمة، ولها برنامج ضخم يقتضي تنفيذه الملايين. وقد تجدد الحديث عن مهمة هذه اللجنة وعملها أخيرا بمناسبة ظهور طبعة أثرية جديدة بالفرنسية (لدون كيشوتي). وهذه الطبعة الجديدة من أجمل وأفخم ما ظهر من اليوم من طبعات القصة الخالدة، وهي في مجلد واحد ضخم، وقام على إصدارها الكاتب الفرنسي جان كاسو، وهي من أقدم التراجم الفرنسية المعروفة؛ منها قسم من ترجمة جيزار أودان، وهو كاتب

<<  <  ج:
ص:  >  >>