للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(هَوّنْ عَلَيْكَ، يَا رَجُل؛ فإنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القديدَ في مكة!)

بمثل هذا القول الكريم خاطب نبينا المصطفى ذلك الرجل البائس الذي أصابته رعدة لدن دخوله عليه وبمثل هذا الخلق المتين استعبد الإسلام قلوب الناس!

٤ - القوة في الشخصية - الشجاعة والأقدام

إن التواضع لا يناقض الشجاعة والأقدام، فكما أن القرآن الكريم حث المؤمنين على التواضع، واعتبره من الأسس المتينة التي تقوم عليها الأخلاق القويمة، كذلك أمرهم أن يصمدوا لأعدائهم ويدافعوا عن كرامتهم ويذودوا عن أوطانهم، ويصدوا من تسول له النفس الاعتداء عليهم ما استطاعوا من قوة يرهبون بها خصومهم وأعداءهم، حتى هدد الجبناء الذين يفرون من القتال والجهاد بغضبه ونقمته، كما نستدل من الآيات الكريمة التالية: -

(وقاتلوا في سبيلِ اللهِ الذين يقاتلوكم ولا تعتدُوا إنّ الله لا يحب المعتدين، واقتلوهم حيث ثَقِفْتمُوهُمْ وأخْرِجوهم من حيث أخرجوكم) - سورة البقرة

(يا أيها الذين آمنوا إذا لَقِيتم فِئة فاثبتوا) - سورة الأنفال

(وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل. ترهبون به عدو الله وعدوكم) - سورة الأنفال

(يا أيُّها الذين آمنوا إذا لَقِيتم الذين كفروا زحفاً فلا تُوَلّوهُم الأدبارَ. ومن يُولِّهِمْ يَومئذٍ دُبرَه إلاّ مُتحرِّفاً لقتال أو متحيزاً إلى فِئةٍ فقد باءَ بغَضَبٍ من اللهِ وَمأْوَاهُ جهنَمُ وَبِئْسَ المصِير) سورة الأنفال

وجاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً سيدنا علياًُ كرم الله وجهه: -

(يا علي! كن شجاعاً فإن الله يحب الشجاع)

كذلك حرض المصطفى المؤمنين على الاتصاف بصفات الرجولة الكاملة، ولعن الشباب المائع المتخنث، كما لعن تلك الفتيات المتشبهات بالرجال

(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)

والآن وقد انتهينا من محاولتنا إثبات أن الإسلام دين القوة؛ القوة في المبدأ، والقوة في الاتحاد، والقوة في الأخلاق، والقوة في الشخصية؛ لابد لنا قبل أن نختم رسالتنا أن نلفت

<<  <  ج:
ص:  >  >>