وكتب الأطفال في المكتبات المتنقلة اقل من كتب غيرهم من القراء. وحب القراءة مشاهد لدى كل طفل، وبخاصة قراءة القصص والحوادث. ومن الصعب أن تشبع رغبات الأطفال في الحكايات وقراءتها. وليس في هذه المكتبات من الكتب ما يكفي كل الأطفال، ففي (كنت) مثلا ٧٥٦٦٦ طفلا في المدارس الأولية، وليس في قسم الأطفال بالمكتبات إلا نحو ٣٢ ألف كتاب، ولذا يضطر رؤساء المكتبات إلى جعل الاستعارة خاصة بمن تبلغ سنه ١٢ سنة. ويقص الرؤساء أحياناً بعض الحكايات المحزنة لرفض مطالب كثيرين من صغار الأطفال، ثمة بأنه كلما كان الكتاب جميل المنظر، جيد الطبع، كثرت عنايتهم به. ولا يزال الكتاب لدى الطفل القروي شيئا ثمينا. فالمكتبات المتنقلة والمدرسية والعامة تقوم بخدمة جليلة للتلاميذ وغيرهم ممن يحبون القراءة، ويجدون مسرة فيها
ودور الكتب العامة مملوءة بالقراء. وهناك نوع من المكتبات التجارية التي تخصص قسما منها للإعارة نظير دفع اشتراك سنوي يسير. فلدى كل فرد صغير أو كبير، غني أو فقير، الفرصة في أن يجد ما يريده من الكتب، من أي نوع من الأنواع
وفي وصف الكتاب وفوائد الكتب، قال نابغة العرب، وأديب العلماء، والعالم بين الأدباء (أبو عثمان عمرو الجاحظ)(الكتاب وعاء ملئ علماً، وظرف حشي ظرفا، وبستان يحمل في ردن، وروضة تقلب في حجر، ينطق عن الموتى، ويترجم كلام الأحياء.) وقال: (. . . . . . ولا اعلم نتاجا في حداثة سنه، وقرب ميلاده، ورخص ثمنه، وإمكان وجوده، يجمع بين التدابير الحسنة، والعلوم الغريبة، ومن آثار العقول الصحيحة، ومحمود الأخبار عن القرون الماضية، والبلاد المتراخية، والأمثال السائرة، والأمم البائدة ما يجمع الكتاب)
ودخل الرشيد على المأمون وهو ينظر في كتاب، فقال: ما هذا؟ فقال: كتاب يشحذ الفكرة ويحسن العشرة، فقال: الحمد لله الذي رزقني من يرى بعين قلبه اكثر مما يرى بعين جسمه
وقيل لبعض العلماء: ما بلغ من سرورك بأدبك وكتبك؟ فقال: هي إن خلوتي لذتي، وان اهتممت سلوتي، وإن قلت أن زهر البستان ونور الجنان يجلوان البصر، ويمتعان بحسنهما الألحاظ، فإن بستان الكتب يجلو العقل، ويشحذ الذهن، ويحيي القلوب، ويقوي القريحة، ويعين الطبيعة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلوب، ويمتع في الخلوة، ويؤنس في الوحشة، ويضحك بنوادره، ويسر بغرائبه، ويفيد ولا يستفيد، ويعطي ولا يأخذ، ونصل لذته