للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليَواقيتُ في النَّواظرِ ذابت ... وَجَرى السِّحرُ بالضِّيَاءِ مَشوبا

جدولٌ يُلهِب القلوبَ غِناءً ... ظلَّ من موجهِ السنيِّ سكوبا

ألْمُسُ النُّورَ في تلاميعهِ الزُّهْ ... رِ وأشْتَفُّ روحُه المحبوبا

وأرَى العِطْرَ وهو هَيمْانُ في الدوْ ... حِ يُناجي في غصنهِ العندليبا

وأُحسُّ الحياةَ تَرْكُضُ في العُش ... بِ وتسرِي بينَ الحقولِ دبيبا

نَفَسٌ هامِسٌ وآخرُ شادٍ ... وَرُؤىً هَمَّ سحرُها أن يُجيبا

كلُّ شيءٍ هُنَا يُغَنِّي وَيحيا ... نَغماً ممتعاً وشدْوا عجيبا

هَاهُنا تَسْمَعُ الأناشيد أُذْني ... وترى العينُ في كَراها الغُيُوبا

ها هنا يَرْكنُ المحِبُّ إلى الأُن ... سِ وَيُغفى الفُؤَادُ إلا وجيبا

يا حبيبي أَفِقْ فَهَاذَاكَ طَيْرُ الْ ... حُبِّ قد أسْكَرَ الرُّبا تَطرِيبَا

تَترَاَءى له السمواتُ ألْحا ... ظاً وتبدُو الأرضُ الفضاءُ قلوبا

يا حبيبي طابَ الهوَى فاغْتَنِمْهُ ... لستَ عن جُرْحِهِ النَّدِيِّ غرِيبَا

لكَ من هذه الدِّغالِ ألِيفٌ ... يَتَصَبَّاكَ مُؤْنِساً وَرَقيبَا

غَنِّ في مِسْمَعي نشيداً رقيقاً ... وَاسْرِ في مُهجتي شُعاعاً رَطيبَا

وَدَعِ الحبَّ يَأْتَلِقْ في خيالي ... أُفُقاً ساحراً وَكَوْناً رَحيبَا

اطْعَنِ القلبَ يَنْفَجِرْ بالأغارِ ... يدِ ويملأُ هذا الفضاَء طُيُوبَا

لا تُضَمِّدْهُ يَذْكُ شوقاً وشَجواً ... وَاتَّرِكْ نارَه تشبُّ شُبُوبا

أوْقِدِ الحبَّ بالمدامعِ تَنْهَلُّ ... وبالوجدِ صارِخاً وَمُهيبا

لا تَخَفْ أنْ يَضِجَّ بالحبِّ مَأْوًى ... وَاخْشَ إمَّا أحْسَستَ منه نُضُوبا

صاغَهُ اللهُ للعَذابِ وللحبّ ... وأحياهُ بالدِّماءِ خَضِيبا

وَرياضٍ فيها العِشَاشُ تُغَنِّى ... فيذُوبُ الغِنَاءُ خمراً صَبِيبا

إن هذا الجمالَ يا قَلبُ نَهبٌ ... فابْتَدِرْ نخطَفِ السَّنا المنهوبا

إحْىَ لِلنُّورِ، للمسَرَّةِ، لِلشَّد ... وِ، وَخَلِّ الأسى وَخَلِّ النَّحِيبا

أنور العطار

<<  <  ج:
ص:  >  >>