للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما أنت غير فأخشى أن تفارقني ... قدبت روحك بل روحي فأنت أنا

وقال إنهما من شعر الثعالبي في الخطابي. والظاهر أن هذه الأبيات من شعر الثعالبي فس شيخه وصديقه أبي سليمان، فقد كانت بينهما صلة وثيقة نلمسها في شعر الخطابي نفسه الذي يقوله في الثعالبي بعد مفارقته، فقد قال فيه:

قلبي رهين بنيسابور عند أخ ... ما مثله حين يستقري البلاد أخ

له صحائف أخلاق مهذبة ... منها التقي والنهي والحلم ينتسخ

وفاة ورثاؤه

أكثر الذين أرخوا وفاة الخطابي يؤرخونها سنة ثمان وثمانين وثلثمائة من غير تعيين يوم أو شهر، إلا أن الذهبي قال ليست في ربيع الآخر، والسبكي يقول في ربيع الآخر من دون تعيين يوم، وابن خلكان يقول كانت وفاته في شهر ربيع الأول وجاء في معجم الأدباء: نقلت من خط أبي سعيد السمعاني قال نقلت من خط الشيخ ابن عمر توفي الإمام أبو سليمان الخطابي ببست في رباط على شاطئ هندمند يوم السبت السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين وثلثمائة، ومع اختلافهم في سنة وفاته على ما سبق ذكره فهم متفقون على أنه توفي ببست كما اتفقوا على أنه ولد فيها أيضاً

ولما مات الخطابي رثاه تلميذه وصديقه أبو منصور الثعالبي فقال:

انظروا كيف تخمد الأنوار ... انظروا كيف تسقط الأقمار

انظروا هكذا تزول الرواسي ... هكذا في الثرى تغيظ البحار

ورثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي أيضاً فقال:

وقد كان حمداً كاسمه حمد الورى ... شمائل فيها للثناء ممادح

خلائقٌ ما فيها معاب لعائب ... إذا ذكرت يوماً فهن مدائح

تغمده الله الكريم بعفوه ... ورحمته والله عاف وصافح

ولازال ريحان الإله وروحه ... قرى روحه ما حن في الأيك صادح

تآليفه:

ليس الخطابي من المكثرين في التأليف لكنه من المجيدين فيما ألف. فمن تآليفه القيمة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>