للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دَوتِ الآفاقُ ليلاً وَالقِفَارْ ... بِصُراخٍ رَدَّدَتْهُ الصَّائحات

قد طَغَى النهرُ فيا قَومُ البَدارْ. . . ... أَنْقِذُوا الأَنْفُسَ. . . صُدُّوا النّكَبَاتْ

أًنْقِذُوا النسوَةَ والوُلْدَ الصِّغارْ ... وَشُيُوخَ الحيِّ مِن قَبلِ الفَواتْ. . .

جنباتُ الكَونِ ضجَّت بالرَّنين ... فكأنَّ الشُّهْبَ حَطَّتْ مِن عَلِ

وتوالت صعقَاتُ الصَّاعقين ... يَستحِثُّونَ الخُطى في وجَلِ

وَزَهاَ الصُّبحُ وفي طلعتِه ... تبسمُ الأنوارُ في الأفق البعيد

إنما الفلاحُ من نَكْبَتِه ... يشتكي لله ذي البَأْسِ الشديد

الأسى والحزُنُ في نَظًرَتِهِ ... واللَّظى في صدرِه حامي الوُقُود

(أين حقلي وحِمَى كُوخي الأمين؟ ... أين زرعي؟ أينْ زاهي الُّنُبلِ؟

قد حواهُ اللُّجُّ مَسْدولَ الجفُون ... قَبْلَما لاقَى بَريق المِنْجَلِ)

ساَرَ والأطَفَالُ نَهْبٌ لِلْبُكاءْ ... وأًنينُ الأمِّ مَسْموعُ النّغَم

وَدَّ لو عادَ قليلاً لِلوراءْ ... إنمَا هَيْهَاتَ إرجاعُ القَدَمْ

أيْنَ يَأْوي؟ هُو ذا قَصرُ عَلاَءْ ... ظاهِرُ الرّونَقِِ، مَلْموس النَّعَم

(أيُّهَا السَّاكِن في القَصرِ الحصينْ) ... هتفَ الفلاّحُ: (هَلْ من مَوْئِلِ؟)

(ليسَ بَيتي مَلجَأً للِشاردين) ... صِرَخَ السَّاكِنُ في القَصر العَلي

بغداد

أنور شاءول المحامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>