الضخمة، وألهب جيادها بسياطه القاسية، فانطلقت تعدو به إلى. . . الدار الأولى. . . هذه الحياة الدنيا!!
خرج بلوتو يروح عن نفسه، وينشق هذا النسيم الحلو الذي يغمر ملكوت أخيه زيوس، ويروي روحه الظامئة بالتفرج على عرائس الماء وبنات الغاب، إذ أبين جميعاً أن يشاركنه ملكه الرحيب، ورفضن التزوج منه، برغم ما أغراهن به من اللآلئ واليواقيت
وفيما هو ينهب الأرض بعربته، إذا به يسمع في غيضةٍ قريبة، ضحكات مرنة، وأصواتاً موسيقية متقنة، وأحاديث كأنها دنانير من ذهب في كف صيزفي حذق! فساقه الفضول إلى استكشاف أولئك الغيد اللائي يتضاحكن هكذا، كأنما يترنمن بالشدو، ويرجعن بالغناء! ففرق العساليج التي كانت تحجبهن، فرأى البدور البيض يتلاعبن على الحشيش الأخضر، كأنهن نغمات حلوة تنطلق من أوتار أرفيوس!
وجن جنون بلوتو!. . . وأقسم ليخطفن هذه الفتاة الخدلجة الممشوقة، التي تدل على الجميع كأنها فينوس في دولة الحب، أوديانا تخطر بين أماليد!
(إلام أظل في هذا الديجور الحالك وحدي؟! وحتام أقاسي منفاي السحيق من غير صديق أو رفيق؟! وما قيمة ملكي الشاسع، وأنهاري الفائرة بالحمم، مادمت لا سمير لي ولا مؤنس، إلا زبانيتي وكلابي؟ وإلا شارون المسخ الكئيب؟
لقد مللت! ولا بدلي من هذه الكاعب الحسناء، والغادة الهيفاء!
إن لها لفماً رقيقاً. . . . وإنها لتتثنى كالغصن، وتخطو كالقطاة!