مؤلفه يشترك اليوم في حكم مع وزارة مسيوفان زيلند التي تحكم البلجيك على قواعد اقتصادية. ونظرية دي مان في الاشتراكية هي أنه يجب التفريق بين المركسية وبين المركسيين (والمركسية هي الاشتراكية طبقاً لمبادئ، كارل ماركس)، كما أنه يجب التفريق بين المعارك الحزبية وبين العمل لتغيير المجتمع. وما هي الاشتراكية؟ هي أن يسحق النظام الرأسمالي؟ يجيب هنري دي مان أن نعم وأن لا، ذلك أن الغاية هي أن نجعل الإنسان ينعم بقسط أوفر من السعادة، وذلك بتحسين الانتاج، وأن نقلل جهد الاستطاعة من تبديد الجهود البشرية في العمل، وأن نقسم ثمرات الإنتاج بطرق أكثر عدالة؛ ومن أجل هذا يرى دي مان أنه يجب تغيير الوسائل الاقتصادية والاجتماعية التي يقوم عليها المجتمع الحاضر، وهذه مسالة في الواقع يكاد يتفق عليها العالم؛ وما يقع اليوم في إيطاليا الفاشستية، وألمانيا الهتلرية، وروسيا السوفيتية، وأمريكا في عهد روزفلت إنما هي محاولات من هذا النوع وفي سبيل نفس الغاية. كذلك تسير الأمم القديمة الحرة إلى تحقيق هذا المثل وإن كانت تسير بطيئة كسير الشيوخ.
ويقول مسيو دي مان أن المسالة كلها تتوقف على الوسائل التي تكفل النجاح. ومن رأيه أن الثورة تنجح بالعنف والسفك، والواقع أن (الماركسية) هي التي هزمت سنة ١٩١٧ وليست الرأسمالية، ولم تهزم الرأسمالية إلا فيما بعد، حين بدئ بتطبيق الوسائل والنظريات الاقتصادية الجديدة. بيد أن مسيو دي مان يرى أن أنصار فكرة الإصلاح لقوا نفس الفشل الذي لقيه أنصار الوسائل الثورية؛ ففي ألمانيا، وفي إيطاليا وفي غيرهما من الأمم الغربية قد فشلوا، إما في الوصول إلى الحكم كما حدث في فرنسا، والسبب في ذلك هو أنه في ظل البرلمان وهو نظام رأسمالي، لا تملك الدولة إلا قوة محدودة، ولا يتم النصر إلا إذا كان العمل مباشراً وسريعاً لا يحد منه شيء
مارك توين لمناسبة عيده المئوي
تحتفل الدوائر الأدبية الأمريكية بذكرى العيد المئوي لمولد الكاتب القصصي الفكه (مارك توين) الذي يعتبر أمير الدعابة والفكاهة في الأدب الأمريكي. ويجب أن نعرف بادئ بدء أن (مارك توين) ليس هو اسم الكاتب الحقيقي، وإنما هو اسمه القلمي؛ وأما اسمه فهو صامويل لانجهورن كليمنس؛ ولد منذ مائة عام (سنة ١٨٣٥) في فلوريدا من أعمال