للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كان الخطابي شديد الإنكار على الفقهاء الذين يغفلون الحديث أو يتساهلون فيه ويقصرون همهم على آراء أئمتهم من الفقهاء كما كان ينكر على المحدثين إغفالهم الفقه واشتغالهم بالغريب وجمع الروايات لذلك لم يكن غريباً من الخطابي أن يخالف من تقدموه إذا رجوت رأى الدليل يسعفه؛ فمن ذلك قوله برد شهادة أحد الزوجين للآخر لما في ذلك من التهمة قياساً على رد شهادة القانع لأهل البيت الوارد في الحديث، والقانع من يخدم القوم ويكون في حوائجهم. وكان يرى تحريم البول في الطريق لحديث فيه ولما فيه من إيذاء المسلمين. وكان كراهة خاتم الفضة للمرأة لأنه من شعار الرجال كما أن الذهب من شعار النساء، وكان يرى أن أكل الثوم والبصل لا يعد عذراً في ترك الجمعة لما لها من الأهمية والخطر. وكان يعيب على المتكلمين قولهم في صفات الله الذاتية: إنها قديمة، ويختار أن يقال فيها أزلية، لأن معنى الأزلي هو ما لم يزل كائناً، ومعنى القديم هو ما له صفة القدم، ولا يجوز أن يكون للصفة صفة.

هذه كلمة أردت بها الكشف عن فضل هذا العالم الذي نسي الناس حتى أسمه فلا يعرفونه على حقيقته، وأرجو أن أكون قد وفقت ولو إلى بعض ما أردت.

برهان الدين محمد الداغستاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>