للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتوجد مراسيم أخرى في محفوظات الفاتيكان تنسب هذا الولد إلى شيزاري. يقول جبهارت، فهذا الاعتراف المزدوج بالأبوة، وهذا التناقض، مما يسمح لنا بالإشارة إلى عناصر هذه المسألة المحزنة دون أن نحاول بسطها

وبعبارة أخرى يرى جبهارت أن هذا الغلام هو ولد اسكندر السادس من أبنته لوكريسيا، أو ولد شيزاري من أخته؛ وأن ما كان ينسبه جان سفورزا إلى زوجته عندئذ من أنها كانت خليلة أبيها، خليلة أخيها، إنما هو حق صراح

بيد أن العلامة فوك برنتانو يعترض على هذا الإيضاح بشدة، ويقول أن بوركارت الذي يعني في مذكراته بكل ما يتصل بالفضائح البابوية وبالأخص بفضائح لوكريسيا لا يشير إلى مولد هذا الغلام بشيء؛ وليس معقولاً أن تعنى لوكريسيا بتربية غلام غير شرعي ينسب إليها في بلاط زوجها دوق فيرارا، وهو أمير رفيع الجلال والكرامة؛ وكيف تفعل ذلك، وقد تركت ولدها الشرعي رودريجو لعناية جده؟ ويرى هذا العلامة أن مصدر الشنائع كلها هم سفراء البندقية لدى الفاتيكان، وقد كانت مهمتهم الحقيقية أن يشهروا بإسكندر السادس وأسرته وكل ما يتصل بها

ويرى بعض الرواة المعاصرين أن هذا الغلام إنما هو ولد البابا من خليلته جوليا فارنيسي؛ ويرى آخرون أنه ولد لوكريسيا من وصيف البابا المدعو بيروتو، وقد عاقبه البابا بأن زجه إلى ظلام السجن

وعلى أي حال، فإن في هذه الروايات والشواهد كلها، ما يسبغ أشد الريب على خلال لوكريسيا بورجيا؛ تلك الفتاة الطروب الفاتنة، التي كانت تخوض بلا انقطاع حياة فياضة بالفتنة والغواية، والتي كان جمالها الساحر يثير حولها ضراماً من الشهوات الخطرة؛ وما يسبغ اشد الريب على علائقها بأبيها الحبر الفاسق الذي يسحق تحت قدميه كل مبادئ الأخلاق والحشمة، وأخيها الطاغية الذي كانت الجريمة وسيلته الوحيدة إلى كل غاية

ننتقل الآن إلى صفحة جديد وفي حياة لوكريسيا بورجيا

لم يكد يزهق زوجها الثاني الفونسو دي بزيليا، حتى وضع مشروع جديد بزواجها. وكان المرشح هذه المرة الفونسو ديستي ولد دوق فيرارا وولي عهده؛ وكان الترشيح لنفس البواعث السياسية التي ما زالت تملي على اسكندر السادس وشيزاري تلك المشاريع

<<  <  ج:
ص:  >  >>