للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: لا، ولكن عقل المرأة هو عقل أنثى دائماً؛ ودائماً عقل أنثى؛ وفي رأسها دائماً جو قلبها، وجو قلبها دائما في رأسها. فإذا لم تكن مدرستها متممة لدارها وما في دارها، تممت فيها الشارع وما في الشارع

العلم للمرأة، ولكن بشرط أن يكون الأب وهيبة الأب أمرا مقرراً في العلم، والأخ وطاعة الأخ حقيقة من حقائق العلم، والزوج وسيادة الزوج شيئا ثابتاً في العلم، والاجتماع وزواجره الدينية والاجتماعية قضايا لا ينسخها العلم. بهذا وحده يكون النساء في كل أمة مصانع علمية للفضيلة والكمال والإنسانية، ويبدأ تاريخ الطفل بأسباب الرجولة التامة، لأنه يبدأ من المرأة التامة

أما بغير هذا الشرط فالمرأة الفلاحة في حجرها طفل قذر، هي خير للأمة من اكبر أديبة تخرج ذرية من الكتب. . .

أنظر - (يا عزيزي رغم أنفي) - هذه الرسالة جاءتني اليوم من صديقتي فلانة الأديبة ال. . . فاسمع قولها:

(وأنا أعيش اليوم في الجمال، لأني أعيش في بعض خفايا الحبيب. .) وفي الحياة موت حلو لذيذ؛ عرفت ذلك حينما نسيت نفسي على صدره القوي، وحينما نسيت على صدره القوي صدري. . .)

أسمعت يا عزيزي؟ إن كنت لما تعلم أن هذا هو علم اكثر الفتيات المتعلمات حين يكسد الزواج - فاعلمه. ومتى عمى الشعب والحكومة هذا العمى، فإن حرية المرأة لا تكون أبدا إلا حرية الفكرة المحرمة!

قلت لصاحبنا: ثم ماذا؟

قال: ثم هذا. . . ودس يده في جيبه فأخرج أوراقاً كتب فيها رواية صغيرة أسماها: (الطائشة)

(الرواية في العدد الآتي)

(طنطا)

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>