الإسلام، ومصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية، وابن خلدون: حياته وتراثه الفكري، وتاريخ العرب في إسبانيا، وتاريخ الجمعيات السرية، وتاريخ المؤامرات السياسية، ذلك عدا المقالات القيمة والدراسات الممتعة في التاريخ والسياسة والأدب التي نشرها في (الرسالة) وفي غيرها من المجلات؛ وكلها تنم عن صبر شديد، وعقل سديد، وفهم ذكي، وثقافة شاملة. وإنا لنرجو أن يجد الأستاذ في عمله الجديد ما يساعده على المضي في خطته، ومواصلة هذا الجهاد المخلص في نفع أمته
عيد الأكاديمية الفرنسية
في يوم الاثنين ١٧ يونيه بدأ الاحتفال الرسمي الكبير بعيد الأكاديمية الفرنسية الثلاثمائة، وهو العيد الذي تقرر إحياؤه منذ شهر يناير الماضي، واستعدّت الحكومة الفرنسية، والأكاديمية وجميع الهيئات العلمية والأدبية لإحيائه بما يليق به العظمة والفخامة. وقد افتتح هذا الاحتفال بإقامة قدّاس رسمي في كنيسة نوتردام عن روح الكردينال ريشليو وزير لويس الثالث عشر ومؤسس هذه الهيئة الأدبية الخالدة؛ ثم أقيمت في عصر ذلك اليوم حفلة رسمية شائقة حضرها رئيس الجمهورية ورجال الحكومة، وأعضاء الأكاديمية ومائتا مندوب يمثلون مختلف الهيئات والمجامع العلمية في أنحاء العالم، (ومنهم رئيس مجمع اللغة العربية الملكي ممثلاً له)؛ وألقيت الخطب الرسمية المعتادة؛ وأقيمت في الأيام التالية حفلات رسمية أخرى
وقد سبق أن أتينا على تاريخ تلك الهيئة الأدبية الشهيرة التي تضم دائماً أربعين من (الخالدين) صفوة ما تخرجه عبقرية فرنسا الأدبية؛ وبينا كيف نشأت متواضعة جداً منذ ثلثمائة عام في منزل سيد يدعى فالنتان كونراد كان من أمناء لويس الثالث عشر، وكان أديباً يجمع حوله عدة من الأصدقاء الأدباء والشعراء، وكان ذلك في سنة ١٦٢٩؛ ولبث أولئك السادة يجتمعون من آن لآخر مدى خمسة أعوام، ويتجاذبون في اجتماعهم شتى المحادثات الأدبية، حتى علم الكردينال ريشيلو بخبرهم؛ ففكر في إخضاع هذه الجماعة الأدبية لنفوذه، وفي أن ينظمها ويجعل منها (أكاديمية)؛ وانتهى الأمر بأن صدرت الأوامر الملكية بإنشائها في يناير سنة ١٦٣٥، وصودق عليها من البرلمان في يوليو سنة ١٦٣٥
واستمرت (الأكاديمية) تنمو وتترعرع، وتجمع في سلكها أكابر النثر والشعر حتى كانت