الملك حسين ملك الحجاز يومئذ بوسام النهضة العربية؛ ولُقّب اللورد من ذلك الحين (بالحاج هيدلي) وغلب عليه اللقب الجديد
وفي سنة ١٩٢٩، تزوج الحاج هيدلي للمرة الثالثة بأرملة الماجور باسفورد وكان يومئذ في الخامسة والسبعين
وكان اللورد هيدلي رجلاً وافر النشاط والذكاء يجمع بين مصالح كثيرة مختلفة، ويدير دفة طائفة متنوعة من الأعمال الهامة، ويسير بها جميعاً في طريق التقدم والنجاح
وقد ترك اللورد المتوفى من زوجه الأولى أربعة أولاد؛ وورثه في لقب اللوردية ولده البكر رولاند باترك النسون ون
ونستطيع أن نذكر بهذه المناسبة أن هناك طائفة من مشاهير الإنكليز اعتنقوا الاسم في مختلف العصور، ومن هؤلاء رجل من اكستر يدعى يوسف بتس أسره القرصان المغاربة سنة ١٦٧٨ وأرغم على اعتناق الإسلام، وأدى فريضة الحج مع سيده. ثم فر بعد ذلك إلى أزمير ونشر رسالة عن مغامراته؛ ومنهم توماس كابث الشهير الذي اعتنق الإسلام ووصل إلى منصب (الأغا) في بلاط السلطان باستنا بول، ثم انتهى بأن عين حاكماً للمدينة المنورة. ومن مشاهير الإنكليز الذين أسلموا في عصرنا الحاج عبد الله فيلبي (سنت جون فيلبي) مستشار الملك ابن السعود، واللايدي إيفلين كوبولد صاحبة كتاب (الحج إلى مكة) الذي ترجم أخيراً إلى العربية، ومنهم الدكتور نولان الذي كان مديراً للأمن العام، واعتنق الإسلام ثم سافر إلى تركيا، وهاجر بعدئذ إلى أمريكا، ومنهم كثيرون من المستشرقين الذين أسلموا لأغراض علمية وسياسية
ذكريات عن بيير لوئيس
منذ عشرة أعوام، في يونيه سنة ١٩٢٥ توفي الكاتب والشاعر الفرنسي الكبير بيير لوئيس، في الرابعة والخمسين، بمنزله في شارع بولا نفلييه بباريس؛ وكان يعاني آلام المرض قبل وفاته بأعوام طويلة، والآن يحتفل أصدقاء الكاتب الكبير بذكرى وفاته، وهذه سنة مؤثرة في فرنسا، فقلما يودع هذه الحياة كاتب أو شاعر أو نابغة من نوابغ العلم أو الفن حتى تقوم جمعية من أصدقائه والمعجبين بنبوغه لتعمل على تكريم ذكراه في كل مناسبة، وتذكى في نفوس الخلف حب تراثه، وقد كان لبيير لوئيس مكانة خاصة في نفوس