حيث تزهر شجيرات اللوز وشجيرات البرتقال ذات
الرائحة الزكية
هناك يسير الفارس المرح وهو يصفر ويغني ويضحك
والطيور تشاركه في شدوه
وخرير النهر يتابعه في طربه
وفي قصر القليعة تقطن (كلارا دي الفارس)
وولدها يحارب في نافار،
فهي تتمتع بحرية أوسع وأمَنة أوفر
ويسمع المنصور على بعد أصوات الدفوف والطبول،
ويرى أضواء القصر تتلألأ بين الأشجار والحقول
في قصر القليعة ترقص أثنتا عشرة سيدة بثيابهن المزركشة،
ويرقص اثنا عشر فارساً بحللهم المطرزة
ولكن أجملهم رقصاً وسمتا هو المنصور بن عبد الله!
كأن له جناحين من البهجة والسرور!
فهو يرفرف في القاعة هنا وهناك!
وهو يعرف كيف يقول لكل حسناء،
عبارات الملق والغزل والإطراء
فيدا (إيزابلاّ) الجميلتان يقبلهما بشغف، ثم يقفز مسرعاً
ويجلس إزاء (الفيرا) فيقبل عليها بوجهه الفرح
وهو يسأل (ليونورا) ضاحكاً:
هل كانت تحبه اليوم؟
وهو يريها الصليب الذهبي المطرّز في معطفه!
وهو يؤكد لكل سيدة أن صورتها مرسومة في قلبه
مقسماً ثلاثين مرة في تلك الليلة (ما أنا مسيحي!)
في قصر القليعة انتهى المرح وساد السكون